البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة - اليمن: سامية: امرأة يمنية ريفية متمكنة وصامدة
--
في قلب اليمن، في قرية بئر جابر بمحافظة لحج، تعتبر سامية، وهي امرأة تبلغ من العمر 47 عامًا، منارة للأمل والقدرة على الصمود للنساء الريفيات اللاتي يسعين لبناء حياة أفضل لأنفسهن ولأسرهن. على مقربة من اليوم العالمي للمرأة الريفية، نحتفل برحلة سامية نحو النجاح بمساعدة برنامج الصمود الريفي 3 ، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال تركيب الألواح الشمسية ومشاركة منظمة الأغذية والزراعة في تزويد سامية بمعدات الألبان والتدريب على إنتاج الألبان وتربية الماشية، بفضل التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد ، لا تعكس قصة ساميا صمودها الشخصي فحسب ، بل تعكس أيضًا قوة التعاون المشترك لدعم و تمكين النساء الريفيات لبناء حياة أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهن.
تقول سامية: "أنا مرتبطة بشدة بالمزرعة والماشية والأرض أريدها أن تزدهر، لا أن تتراجع. المزرعة تعني العالم بالنسبة لي".
تمكين المرأة الريفية من خلال فرص الثروة الحيوانية
في المناطق الريفية في اليمن، لا تعد الماشية مجرد مصدر للغذاء، ولكنها أيضًا وسيلة لتوليد الدخل. لقد تعلمت سامية، والعديد من النساء مثلها، فن تربية الحيوانات، بدءًا من تربية الماشية وحتى التأكد من جاهزيتها للسوق. إن المهارات التي يكتسبنها لا توفر لهن الطعام فحسب، بل تعزز أيضًا قدرتهن على الصمود في مواجهة الشدائد.
تقول سامية "إننا نستيقظ كل صباح بهدف مشترك – وهو التغلب على التحديات وتوفير حياة أفضل لعائلتنا. لقد علمتنا تجارة الماشية ليس فقط كيفية تربية الحيوانات، ولكن كيف نتجاوز ظروفنا،"
إن ارتباط سامية بالحياة الريفية في اليمن عميق، بدءاً من سن مبكرة. وتذكر بفخر: "أعمل في هذه المهنة منذ أن كنت في الرابعة عشرة من عمري". ومع ذلك، لم تكن الرحلة خاليه من التحديات. "كان والدي وأمي بجانبي، ثم توفيا. وتوفي إخوتي الأكبر سناً أيضاً".
لكن الشدائد لم تردع عزيمة سامية قط. "كثيرًا ما يتم سؤالي عن سبب عملي الجاد وإرهاق نفسي،" تقول، "لقد أصبحت مولعة بتربية الماشية وأصبحت مرتبطة بالحيوانات. لدي ارتباط قوي وعميق بها".
منتجات الألبان الرائعة: رحلة سامية لتكون رائدة أعمال
قادتها روح المبادرة التي تتمتع بها سامية إلى إنشاء مركز للألبان، حيث تقوم بمعالجة منتجات الألبان المختلفة باستخدام المواد الخام من مزرعتها الخاصة. من الزبادي إلى الزبدة ، أصبحت منتجات الألبان التي تنتجها سامية من السلع الأساسية في قريتها. ولم تتوقف عند إتقان إنتاج الألبان؛ كما قامت أيضًا بصقل مهاراتها التجارية، والتعرف على التسويق وإدارة سلسلة التوريد والإدارة المالية.
واليوم، تفتخر سامية بعلامتها التجارية الخاصة بالألبان "التيسير"، والتي تقوم بتوزيع منتجاتها في الأسواق المحلية.
"نبيع اللبن والسمن حيث أولا نقوم بالحلب وبعد بسترته ونتركه ليبرد نضعه جانبا حتى يتجمد. وبمجرد أن يتماسك الخليط نخزنه داخل الثلاجة ونرجه جيدا "في صباح اليوم التالي. منتجنا الأكثر شعبية هو "اللبن"، الذي يتم بيعه يوميًا. وبحلول الساعة 6:30 مساءً، قد اكتمل بيع اللبن."
يعتبر النجاح التجاري الذي حققته سامية مصدر إلهام للكثيرين، وتؤكد: "كانت رحلتنا من الزراعة إلى ريادة الأعمال في مجال الألبان مليئة بالتحديات، ولكنها كانت تستحق كل جهد. لقد تعلمنا أن الإصرار والسعي وراء المعرفة يمكن أن يغير حياتنا ".
تسخير جمال الحناء
الحناء جزء لا يتجزأ من الثقافة اليمنية، وتستخدم على نطاق واسع في الاحتفالات والمناسبات الخاصة، وترمز إلى الصحة الجيدة والازدهار في الزواج والحب العميق بين الأفراد، أدركت سامية إمكانات الحناء باعتبارها فرصة تجارية مربحة. شرعت في رحلة من زراعة أشجار الحناء إلى إنتاج معجون الحناء عالي الجودة. لم يستفدها نجاحها فحسب، بل ألهم أيضًا العديد من النساء في اليمن لبدء مشاريعهن الصغيرة في مجال الحناء، مما يساهم في التراث الثقافي الغني والاقتصاد المحلي.
تقول سامية: "تسويق منتج الحناء جميل ومربحو مشروع تجارى جيد ، على الرغم من أنه قد يكون مرهقًا في بعض الأحيان".
"لم أستسلم وواصلت المحاولة حتى تمكنت من تحقيق ذلك. إن فن الحناء لا يقتصر فقط على الجمال؛ يتعلق الأمر بالحفاظ على تقاليدنا مع بناء مستقبل أفضل."
قوة الطاقة الشمسية
في دولة تواجه تحديات نقص الطاقة، استغلت سامية قوة الشمس لإنتاج منتجات الألبان والحناء. أحدثت الطاقة الشمسية ثورة في أعمالها، حيث وفرت مصدرًا موثوقًا للكهرباء في المناطق الريفية. وقد أدى ذلك إلى زيادة الإنتاجية بشكل كبير وتوسيع عملياتها التجارية.
"تنشط الطاقة الشمسية في الساعة 8:30 صباحًا عندما تشرق الشمس، حيث اقوم بري الأراضي الزراعية. لقد أنارت الطاقة الشمسية طريقنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا، الأمر لا يتعلق بالأعمال التجارية فحسب، بل يتعلق بالتنمية المستدامة و ازدهار مجتمعنا."
رسالة سامية إلى النساء الريفيات في اليمن
"رسالتي في اليوم العالمي للمرأة الريفية هي تشجيع النساء على التركيز على أعمالهن وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الذات في توليد الدخل، وعلى الرغم من التحديات التي تعترض طريقي، ما زلت قادرة على الحصول على مصادر دخل متعددة من مختلف الأعمال التي تمكنني من إعالة أسرتي، وأنا فخور بإنجازاتي".
توضح رحلة سامية الملهمة كيف يعمل برنامج الصمود الريفي 3 المشترك التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن على تمكين المرأة الريفية في اليمن، وبفضل الدعم السخي من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، والجهود التعاونية التي يبذلها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة العمل الدولية، لم تغير هذه المبادرة حياة الأفراد فحسب، بل ساهمت أيضًا في تعزيز حياة الأفراد و سبل عيش المجتمعات المحلية وقدرتها على الصمود في جميع أنحاء اليمن، النساء الملهمات مثل سامية يشكلن مستقبلًا أكثر إشراقًا لليمن.