يونيسف اليمن: متطوعو التغذية والصحة المجتمعية في لحج، جهود مشتركة لخدمات نوعية
اليونيسف والإتحاد الأوروبي يقومون برسم لوحة أملٍ جديدة ويمنحون حياة جديدة للأطفال الفقراء بمديرية تُبن
تواجه مديرية تبن بمحافظة لحج الكثير من التحديات في مجال الرعاية الصحية والتغذوية، بسبب النزاعات والفقر المدقع. حيث يعاني الاطفال والأمهات الحوامل والمرضعات من سوء التغذية، وذلك بسبب عدم حصولهم على الغذاء الصحيح والمتوازن وبالشكل المطلوب نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وفي هذا السياق يقول فيصل محمد، والمقيم في قرية الخداد، مديرية تبن، محافظة لحج: "والله الوضع مزري هنا، الناس تعبانين وأغلبهم بدون دخل، وظروفهم صعبة والتغذية عندهم سيئة، ونحتاج للمساعدة"، ويضيف: "ابني يشتغل بالأجر اليومي، يوم يشتغل ويوم لا، وأنا أعتبر المعيل الأساسي لأسرتي وأسُر أبنائي، أنا كنت أعمل كمدير المواصلات في مستشفى أبن خلدون، والآن صرت مُتقاعد مُنذ 3 شهور". بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور لعائلته تعاني حفيدته ريماس ذات الـ 9 أشهر من سوء التغذية وفقدان الوزن المتواصل، كما أنها تعاني من الحُمى والإسهال والسُعال والرعشة.
في ظِل هذه الأوضاع، تستمر اليونيسف في نثر بذور الأمل والرعاية الإنسانية من خلال دعمها المستمر في مجال الصحة والتغذية، من خلال مشروع متطوعو الصحة والتغذية المجتمعية، والذي يموله الإتحاد الأوروبي. يقدم المشروع خدمات أساسية عالية الجودة في مجال التغذية والرعاية الصحية للأطفال المصابين بسوء التغذية، والأمهات الحوامل والمرضعات في مديرية تبن بمحافظة لحج، بهدف تحسين مستوى حياة الأطفال في هذه المناطق المتضررة، ولتعزيز الجهود المبذولة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
تجمع هذه المبادرة الرائدة بين الخبرة والتفاني لأكثر من 251 متطوع، تم اختيارهم بناءً على خبرتهم السابقة، لضمان تقديم الخدمات بمهنية وفعالية. حيث قام هؤلاء المتطوعون بفحص 1025 طفل و38 مراهق، قدموا خدمات التغذية لـ 668 طفل ورضيع، بالإضافة لتوزيع 1899 عبوة من مسحوق المغذيات الدقيقة المتعددة.
تعمل فاطمة علي عبده، كمتطوعة في مجال صحة وتغذية المجتمع منذ 5 سنوات، في قرية الخداد، في مديرية تبن بمحافظة لحج، وتشير إلى أن عملها في الميدان يتمثل في زيارة المنازل لفحص وقياس ووزن الأطفال، بهدف الكشف المبكر لحالات سوء التغذية لإحالتها للمركز الصحي، بالإضافة لفحص وقياس الحوامل والمرضعات، وتزويدهم بحمض الفوليك وتقديم الدعم والتثقيف.
"تجي لعندنا فاطمة الله يحفظها للبيت، كل فترة وفترة، وتقيس وزن الجهال، وتعلمنا كيف نرضع الجاهل ونعتني بهم". لول علي، والدة الطفلة رضية
يقوم المتطوعون في الميدان بمشاركة الأسر المحتاجة معلومات حول الأمور الصحية والتغذوية الأساسية، بالإضافة لتقييم حالة الأطفال من خلال المعاينة والقياسات، ليتم بعد ذلك تحويل الحالات التي تعاني من سوء التغذية إلى المركز الصحي لتقديم الرعاية اللازمة لهم. فبفضل الزيارات المنزلية للمتطوعين والفحوصات، تم اكتشاف حالة الطفلة رضية، ذات الـ 28 شهراً، وتقول والدتها لول علي: "الصغيرة ما تأكل تمام، تأكل قليل، ساعات تجيها حمى ساعات يجيها إسهال، عايشة على الأدوية، لمن جت لعندي المتطوعة فاطمة كشفت عليها ووزنتها، طلع عندها ضعف، فقامت بإحالتها للمركز الصحي لتتلقي العلاج".
تستقبل الدكتورة أروى حسن موجر، الحالات التي تحضر إلى مركز ضوء الصحي، حيث تخضعهم للفحص أولاً، فتقوم بقياس أوزانهم ومراقبة نموهم، ثم تقوم بتقديم العلاج اللازم لهم ومتابعتهم حتى يتعافوا. وفي هذا الصدد يقول فيصل محمد، جد الطفلة ريماس: "جاؤوا متطوعات الصحة والتغذية المجتمعية للبيت وفحصوها طلع مؤشر القياس أحمر، أعطونا ورقة إحالة الى المركز، جبناها للمركز وفحصوها واعطوها عبوات مغذية لها".
يعبر هذا المشروع عن قيمة العمل التطوعي العظيمة، كجزء من الجهود والمبادرات الإنسانية التي تبذلها اليونيسف وشركائها، إنه يجسِّد الأمل في وجه التحديات التي يواجهها السكان في هذه المناطق المستهدفة، ويعمل على تعزيز الثقة في القدرة على تحقيق تغيير إيجابي وتوفير حياة ومستقبل أفضل للأطفال في اليمن.
"هذه المساعدة تقلل من العجز الموجود في القرية، ولولا المساعدة هذه يمكن ان أغلب الأطفال تنتهي". فيصل محمد، جد الطفلة ريماس
يلعب متطوعي الصحة والتغذية المجتمعيةد ور كبير من خلال تقديم وتحسين خدمات الرعاية الصحية والتغذية للمجتمعات المحلية، ويسهمون في تعزيز الوعي الصحي. عن أهمية عملها تقول المتطوعة فاطمة علي: "حاليا لا يوجد وفيات بسبب سوء التغذية، لأننا نتابع الأطفال شهرياً. لو لم يكن هناك نزول ميداني، أكيد سيكون هناك أطفال يتعرضوا لسوء التغذية وحوامل ومرضعات معرضين للوفاة"، وفي هذا السياق تؤكد الدكتورة أروى على أهمية عملها فتقول: "أكيد أني أعمل فرق في حياة الأطفال كوني أساعدهم على التغلب على سوء التغذية وكذلك أوعي أمهاتهم، والآن في تحسن بشكل كبير".
"من بعدما جاءت فاطمة عندنا وبنتي تمام الحمد لله، تحسن وضع عيالي، مش عيالي بس، كمان عيال جيراني أصبح وضعهم تمام، أصبح وضعنا الآن أفضل، خدمات اليونيسف تمام، أنا راضية جدا عن خدماتهم، وإن شاء الله يستمروا أيام وسنين وما يوقفوا أبدا ". لول علي، والدة الطفلة رضية
نتائج واضحة وإيجابية تتحقق في الحياة اليومية للمستفيدين من المشروع فقد تحسنت صحة الأطفال، وتم تقديم الرعاية اللازمة والعلاج الملائم. يقول فيصل محمد: "المساعدات التي تقدمها اليونيسف وشركائها جيدة جداً، وفي تحسن في الأطفال أكثر وأكثر. ونقول لهم ان هذه مبادرة جيدة ونتمنى عدم انقطاعها". هذا المشروع يعكس التزاماً قوياً بتحسين الرعاية الصحية والتغذية في المجتمع، ويضع الأساس لحياة صحية ومستدامة للأطفال والامهات المرضعات والحوامل بمديرية تبن.