"تركنا كل شيء وراءنا": الأمم المتحدة تساعد المتضررين من العنف والوباء في اليمن
١٩ يناير ٢٠٢١
_________________
عندما وصل الصراع الدائر في اليمن إلى مدينة تعز، رأت أشواق حيها ينهار. ووسط القصف واشتعال النيران في منزلها، هربت مع زوجها وأطفالهما الأربعة – من ضمنهم ابن مشلول - للنجاة بحياتهم.
عندما وصلت العائلة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، وجدت أشواق أن تدفق النازحين قد تسبب في ارتفاع أسعار الإيجارات، بحيث لم تكن قادرة على تحمل تكاليف أصغر أماكن الإقامة.
وجدت الأسرة مأوى موقتًا مع أحد الأقارب. تتذكر أشواق تلك الأيام قائلة: "لم تكن هناك مساحة كافية لستة أشخاص. كنا ننام جميعًا في سرير واحد. بعد أسبوعين، بحثنا مرة أخرى عن منزل وكنا محظوظين بما يكفي لإيجاد غرفة صغيرة وحمام مقابل ما كنّا ندفعه. ومع ذلك، سرعان ما أدركنا أن أموالنا تنفد لشراء الحاجات الأساسية والأدوية اليومية لابننا المصاب بالشلل".
للأسف، أشواق ليست سوى واحدة من بين أكثر من 3.6 مليون نازح اضطروا إلى مغادرة منازلهم.
تلقت أشواق وعائلتها الدعم بعد أن أحالهم أحد الجيران إلى مركز إغاثة محلي، حيث تم توزيع المواد الغذائية والإمدادات الصحية في حالات الطوارئ من خلال مبادرة مشتركة بين صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي. يتم توزيع هذه المساعدات في غضون 72 ساعة من نزوح الأشخاص من منازلهم.
منذ يونيو 2018، قدّم هذا العمل، الذي تم تنفيذه كجزء من مبادرة تسمى "آلية الاستجابة السريعة"، المساعدة الطارئة إلى أكثر من 2.5 مليون نازح في كل مناطق البلاد تقريبًا.
"نحن قادرون على إعالة أنفسنا بالطعام والمواد الأساسية من خلال المساعدات التي تم توزيعها. أمنيتي الوحيدة الآن هي أن أجد العلاج لابني"، تقول أشواق.
جائحة كوفيد-19 تزيد التحديات إلى الأزمة الحالية
أصبحت الأزمة الإنسانية التي كانت معقدة بالفعل قبل جائحة كوفيد-19 أكثر حدة هذا العام. فحتى قبل انتشار الفيروس، كان النظام الصحي في اليمن يعمل بنسبة 50٪ من طاقته التشغيلية بسبب الحرب. لقد ترك سوء التغذية المزمن اليمنيين عرضة للخطر، وأضعفهم أجهزتهم المناعية فأصبحوا أهدافًا سهلة لفيروس كورونا.
كثفت كيانات الأمم المتحدة من استجاباتها لحالات الطوارئ للتعامل مع الوباء. في وقت سابق من هذا العام، ومع وصول الحالة الوبائية إلى مستوى حرج، وصلت طائرة إلى اليمن تحمل ما مجموعه 43 طناً من المعدات المختبرية وأجهزة التهوية ومجموعات الاختبار وأجهزة تفاعل البوليميراز المتسلسل ومعدات الوقاية الشخصية. لقد جرى هذا التسليم بفضل تبرع من المؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم لمنظمة الصحة العالمية نيابة عن المبادرة الدولية ضد كوفيد-19 في اليمن وهي شراكة بين الأمم المتحدة وشركات متعددة الجنسيات. تولى برنامج الأغذية العالمي شحن هذه الإمدادات إلى اليمن، ثم قامت كيانات الأمم المتحدة بتوزيعها على المستشفيات والمختبرات في جميع أنحاء البلاد.
وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أووك لوتسما: "سيساعد هذا التبرع في سد فجوات الإمدادات للمستشفيات والمختبرات في اليمن. إنه مثال على العمل التعاوني الذي تقوم به الأمم المتحدة وشركاؤها لمواجهة التهديدات الإنسانية".
استحوذ الوباء على اهتمام العالم، الا أنه ليس المرض الوحيد الذي يهدد صحة اليمنيين وحياتهم. "نحن نعلم أن كوفيد-19 يمثل تهديدًا حقيقيًا وخطيرًا، ولكن إذا ركزنا فقط على هذا الفيروس، فإننا نغفل عن الأشخاص الآخرين الذين يموتون من أمراض لا علاقة لها بكورونا ولا يمكننا تركهم وراءنا"، يقول منسق مجموعة الأمم المتحدة الصحية في اليمن الدكتور محمد فؤاد خان.
يمكّن النهج العنقودي الأمم المتحدة من الاستجابة لحالات الطوارئ على المستوى العالمي. تضم مجموعة الصحة في اليمن كيانات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية. يقسم الشركاء عملية الاستجابة إلى شبكات على الخريطة، كي يتمكنوا من تلبية الاحتياجات الإنسانية بشكل منظم ومنهجي.
وعلى الرغم من أن كيانات الأمم المتحدة تقدم مساعدات طارئة، إلا أنها تعمل أيضًا بالتوازي على إيجاد حلول طويلة الأمد لضمان صحة ورفاهية وكرامة النازحين في اليمن.
تضع كيانات الأمم المتحدة في اعتبارها رغبات الأشخاص الذين تخدمهم، ومن ضمنهم زهرة محمد حسن البالغة من العمر 18 عامًا والتي تقول: "تركنا كل شيء وراءنا. أتمنى أن أحظى بأيام جميلة كما في السابق وأن أعود إلى المنزل مع طفلي. أرغب بالعيش بسلام من دون تحمل معاناة الحروب".
من إنتاج الأمم المتحدة في اليمن. بقلم صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية في اليمن، وبدعم تحريري من بول فانديكار، مكتب التنسيق الإنمائي. لمزيد من المعلومات، قم بزيارة: https://yemen.un.org.