المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي يطلع مجلس الأمن على الوضع في اليمن، ومستجدات عمليات البرنامج هناك
أبرز البيان، الذي تم إلقاؤه في 18 يوليو، الصعوبات التي يواجهها البرنامج في تقديم المساعدة الإنسانية في البلد الذي مزقته الحرب
سيدي الرئيس، أتقدم إليكم بجزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة لي لاطلاع مجلس الأمن اليوم على الوضع في اليمن.
أود أن أتقدم بالشكر لزملائي مارك (لوكوك) ومارتن (غريفيث) للعمل الدؤوب الذي يبذلانه والمستجدات التي يوافوننا بها.
عندما تحدثت أمام هذا المجلس منذ حوالي أربع أسابيع فقط، قلت أن برنامج الأغذية العالمي يتم منعه من تقديم الغذاء للأشخاص الأكثر معاناة من الجوع في اليمن.
وأنه يتم منعنا من العمل بصورة مستقلة، كما يجب أن نعمل، وأن المساعدات الغذائية لا تصل إلى أولئك الذين هم في أشد الحاجة إليها.
وختمت البيان الذي قدمته بمناشدة قيادات جماعة "أنصار الله" – على مسمع ومرأى من العالم أجمع – بأن يفسحوا لنا المجال للقيام بأفضل ما نقوم به.. إنقاذ الأرواح. بهذه البساطة.
وختمت البيان الذي قدمته بمناشدة قيادات جماعة "أنصار الله" – على مسمع ومرأى من العالم أجمع – بأن يفسحوا لنا المجال للقيام بأفضل ما نقوم به.. إنقاذ الأرواح. بهذه البساطة.
وبسبب صعوبات الوصول للفئات المستهدفة، يتم التلاعب بالغذاء وتحويل مساره بعيداً عن مستحقيه، وغياب المساءلة وجميع الأمور الأخرى التي أوضحتها خلال الشهر الماضي، اتخذ البرنامج قراراً صعباً في أواخر شهر يونيو بتعليق المساعدات جزئياً وبصورة تدريجياة في اليمن.
وقد بدأ توقف تقديم المساعدات في صنعاء، مما أثر على 850 ألف شخص من الرجال والنساء والفتيات والفتيان.
وكأب، يمكنك أن تتصور مدى صعوبة اتخاذ قرار مثل هذا.
ولم يمر علي يوم منذ ذلك الحين إلا وأنا أفكر في التأثير الذي قد يحدثه قرار تعليق المساعدات الغذائية. وأنا أعتذر للسكان في مدينة صنعاء وجميع أنحاء اليمن عن اضطرارهم لتحمل ذلك.
ولكن علي أن أضيف أنه – بالرغم من قرار تعليق المساعدات - إلا أننا تمكنا من زيادة أعداد الأفراد الذين نصل اليهم كل شهر من 10.6 مليون شخص إلى 11.3 مليون شخص، ونحن نواصل توسيع نطاق عملياتنا. وفي الواقع، نتوقع أن نصل إلى ما يزيد عن 12 مليون شخص بنهاية هذا الشهر.
وفي أعقاب قرار تعليق المساعدات، عملنا على توسيع نطاق برامجنا التغذوية أيضاً داخل مدينة صنعاء، حيث يطبق قرار تعليق المساعدات، وذلك لضمان حصول الأطفال والنساء الحوامل والأمهات المرضعات من الفئات الأشد احتياجاً على الغذاء الذين يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة.
وأود أن أوضح ذلك جيداً جداً للجميع: تكمن مسئولية وضع حد لسوء التغذية والجوع تقع بالأساس في يد الأطراف المتحاربة وليست في يد برنامج الأغذية العالمي، ولا أي من شركائنا، ولا الأمم المتحدة.
نحن نعمل في اليمن فقط لأجل الإنسانية...وهو تقديم مساعداتنا عندما لا تتمكن الأطراف المتحاربة من ذلك، أو تعجز عن الوفاء بالتزاماتها. ليس لنا مصلحة فيما نعمله وانما نعمله من أجل الناس، من أجل الأبرياء، من أجل ضحايا الحرب الأبرياء في اليمن.
لن يبلغ أحد مبلغنا من السعادة – نحن فريق عمل برنامج الأغذية العالمي – عندما لا يكون أحد في حاجة لنا لأنه لم يعد هناك جوع في العالم.
ولكن حتى ذلك الحين:
- عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية، وعندما يتعلق الأمر بالقضايا الإنسانية، دعونا ننحي السياسة جانباً
- دعونا نتمسك بالتزاماتنا بموجب القانون الإنساني الدولي.... القانون الذي يحمي على وجه الخصوص حيادية العمل الإنساني واستقلاليته، بما في ذلك إيصال الاحتياجات الأساسية ومن بينها الغذاء.
سيدي الرئيس،
على الرغم من كل الصعوبات التي أوضحتها الشهر الماضي، واصلنا المشاركة من منطلق حسن النوايا.
من أجل هؤلاء الذين هم في أمس الحاجة إلى مساعداتنا في اليمن، فقد حافظنا على الإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة.
وقد عرضنا الحوار على كافة المستويات.
وعقدنا العشرات والعشرات من الاجتماعات واللقاءات مع سلطات أنصار الله.
وقد استمعنا باهتمام لمخاوفهم.
وأوضحنا موقفنا – المرة تلو الأخرى – وسعينا لإيجاد أرضية مشتركة فيما بيننا.
وقد عملنا بدأب للتوصل لحلول للتغلب على المخاوف التي أظهرتها المناقشات وقدمنا مقترحات قابلة للتنفيذ.
وهذا النوع من العمل، كما تعلمون جيداً، ليس سهلاً في جميع الأحيان.
ولكن الأمر يستحق العناء.
سيدي الرئيس، في الوقت الذي لم نتمكن فيه بعد من التوقيع على أي اتفاق، يتعين علي أن أقرر أننا تمكنا من تحقيق تقدم كبير في المباحثات.
وفي الواقع، أود أن أقرأ هذا النص وأتأكد من أننا لم نحصل على أي اتفاق موقع خلال الدقائق القليلة الماضية.
ولكن السطر الأخير الذي تسلمته لتوي – لأننا ظللنا نتفاوض طوال الليل – وحتى هذه اللحظة، تمكنا من الاتفاق من حيث المبدأ، ولكننا لم نوقع أي اتفاق حتى الآن. ولكن تم تحقيق تقدم كبير في هذا الصدد.
وأود أن أتقدم بالشكر لعبد الملك الحوثي لقيادته، وأود أن أشكر مارتن (لوكوك) ليز (غراندي) ، اللذان يباشران العمل على أرض الواقع... لقد كان الأمر صعباً، وتم القيام بالكثير من العمل الشاق الذي استمر على مدار الأسابيع القليلة الماضية، وحتى الأربع والعشرين ساعة الماضية.
ولكن علينا أن نتوصل لحل نهائي. ولذلك، أعتقد أننا أوشكنا على ذلك، وأنا متفائل بذلك. وكما ذكرت لكم منذ قليل – لقد بلغني التأكيد من خلال الرسالة النصية التي تلقيتها منذ برهة، حيث إنهم يعقدون اجتماعاً في نفس الوقت الذي نتحدث فيه الآن، كنت أتمنى أن نتوصل لتوقيع اتفاق قبل أن أبلغ هذه النقطة من كلمتي، إلا أننا لم نتمكن من الحصول على الاتفاق الموقع. وعليه، لا يزال الباب مفتوحاً.
وبمجرد تسوية هذا الأمر، نكون مستعدين لبدء تنفيذ هذا الاتفاق على الفور. وسنعيد توزيع الأغذية مرة أخرى في شوارع صنعاء في غضون أيام قلائل.
وهذا هو ما يستحقه الشعب اليمني ويطالبنا به.
والآن، في الوقت الذي سيتيح لنا فيه هذا الاتفاق التأكد من حصول الفئات المستحقة على المساعدات الغذائية، فإنه أيضاً يتيح انا أيضا وضع إطاراً من المحاسبة لا مفر من وجوده للبدء في تنفيذ برامج المساعدات النقدية.
وستتيح المساعدات النقدية فرصة تحفيز الاقتصاد المحلي والمساعدةعلى استقرار سعر الريال، مما سيترتب عليه العديد من التأثيرات – وسيعود بالكثير من المنافع على الجميع في اليمن، وليس فقط الاثنا عشر مليون شخص الذين نقدم لهم المساعدات بصورة يومية.
وهذا يعني أن هناك 18 مليون شخص أخر سيحصلون على الغذاء من خلال الأسواق...وسيستقر الريال ويساعد ذلك الأمهات على توفير المزيد من المواد الغذائية للأطفال مما سيساعدنا بطرق كثيرة لا حصر لها، وذلك حسبما ألمح إليه مارك لوكوك).
ولكن اسمحوا لي أن أكون واضحاً جدأ: إذا لم نتمكن من التوصل لاتفاق، أو إذا توصلنا لاتفاق ولم نتمكن من تنفيذه – لأننا وصلنا إلى هذه النقطة من قبل – سنجد أنفسنا في نفس الموقف الذي نحن فيه اليوم، وربما أسوأ.
ولكن دعونا نتفاءل وندعو أن يتوصل الجميع، من كل الأطراف المعنية، إلى ما يعود بالخير على الشعب اليمني. وسوف نطلعكم على آخر التطورات أولاً بأول.
سيدي الرئيس،
لقد تصدرت قضية تعليق المساعدات الأخبار القادمة من اليمن طوال الشهر الماضي.
ولكن القصة الحقيقية هي - ومازالت - أن الكارثة الإنسانية مستمرة كل يوم في اليمن.
الأرواح تزهق، وسبل كسب الرزق تقوض، وبالنسبة للكثيرين، يبدو الأمل في الحصول على مستقبل أفضل أكثر قتامة يوماً بعد يوم.
يعيش ما يقرب من 30 مليون شخص في اليمن، يعاني من بينهم ما يزيد على الثلثين من انعدام الأمن الغذائي. وهؤلاء يصلون إلى 20 مليون شخص، عشرين مليون من الفتيان والفتيات الصغار والرجال والنساء.
يعاني من بينهم عشرة ملايين من انعدام الأمن الغذائي الحاد – أي أنهم لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية حيث أنهم على حافة المجاعة.
وكل يوم، يلجأ اليمنيون لخيارات مستحيلة للبقاء فقط على قيد الحياة.
وهذه هي حصيلة النزاع والحرب.
وحتى في الظروف الأشد صعوبة، يواصل البرنامج عمله لإنقاذ الأرواح، ويعمل مع غيره من شركاء العمل الإنساني.
وقد سبق أن ذكرت، إننا وسعنا من نطاق عملياتنا وعلى الرغم من توقف المساعدات إلا أننا تمكنا من زيادة عدد المستفيدين إلى ما يزيد عن 11 مليون شخص، ونأمل أن يصل هذا العدد إلى 12 مليون شخص بنهاية هذا الشهر. وأتمنى مواصلة تقديم المساعدات.
وفي ديسمبر، علمنا أن 250 ألف شخص في اليمن كانوا يواجهون ظروفاً كارثية من انعدام الأمن الغذائي.
وهذا هو أسوأ ما يمكن أن يحدث.
وقد ضاعفنا المساعدات الغذائية المقدمة للمناطق الأكثر تضرراً بمعدل ثلاثة أضعاف.
وقد لبى ذلك الاحتياجات المطلوبة. وفي 29 مقاطعة من أصل 45، تمكنا من جمع البيانات، ويمكننا الآن أن نؤكد أن المرحلة الكارثية قد زالت عن الجميع دون استثناء.
والآن، وبمجرد أننا نرى هذه الأعداد تنخفض، فإن هناك أعداداً أخرى تزداد، وهي أعداد هؤلاء الذين انتقلوا من انعدام الأمن الغذائي إلى درجة أشد من انعدام الأمن الغذائي ثم إلى ما هو أشد حدة منهما. إن الأرقام مازالت سيئة، وتزداد سوءاً بوجهٍ عام ... نحن نحاول فقط أن ننقذ حياة أكبر عدد ممكن من الناس.
وهذه فقط واحدة من بين قصص النجاح التي هناك الكثير غيرها، ولذلك أود أن أشكركم، وهؤلاء من بينكم الذين قدموا لنا الدعم بسخاء مثل الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، وغيرهم من الجهات المانحة التي دعمتنا بسخاء لنتمكن من تحقيق هذه الأهداف.
واسمحوا لي أن أذكر قصة نجاح أخرى، لأن هناك الكثير من القصص السيئة.
نحن نعلم أن النظام المدرسي قد انهار كلياً بسبب الحرب، ولكننا نبذل جهدنا لضمان مواصلة حصول الأطفال على التعليم. وفي الواقع، تمكنا خلال هذا العام فقط من تقديم التغذية الصحية في المدارس لما يقرب من 700 ألف طفل.
وهذه الوجبات تطمئن الآباء والأمهات على أطفالهم، حيث يعلمون أن أطفالهم سيحصلون على الغذاء، وذلك إلى جانب ما نقدمه لهذه الأسر في المنزل.
وهذه المساعدات تحافظ على بقاء الأطفال في المدارس، وتمثل استثماراً في مستقبل اليمن.
وعند نقطة ما، عندما تصمت الأسلحة، وتبني اليمن نفسها، في ذلك الوقت سيتولى هؤلاء الفتيان والفتيات الصغار إعادة إعمار اليمن ليكون البلد الذي يستحق ان يكون.
نشعر بالامتنان لكم جميعاً للدعم الذي قدمه لنا المانحين، والذين يجتمع الكثير منهم اليوم حول هذه المائدة، والذين ساعدونا من خلال سخائهم على تنفيذ عملنا.
ومع ذلك، على الجهات المانحة أن تكون أكثر سخاءً، لأننا نحتاج المزيد من المساعدة، ولايزال هناك العديد من شركاءنا في العمل الإنساني لا يحصلون على المساعدات الذي نحتاج له من أجلهم.
وللوصول للفئات الأشد احتياجاً، نحتاج الى 1.2 مليار دولاراً أمريكياً طوال الستة أشهر القادمة.
وليس لدينا في هذه اللحظة إلا 43 في المائة من هذا التمويل.
وشركاؤنا أيضاً يحتاجون إلى المزيد.
يلعب برنامج الأغذية العالمي دوراً حرجاً في عمليات الاستجابة الإنسانية، ولكن إذا لم يحصل شركاؤنا على الدعم الذي يحتاجونه، فلن يهم كم الغذاء الذي نوفره – وسنفقد الأرواح.
وعلى ذلك، يا سيدي الرئيس،،
اسمح لي أن أتقدم بالقليل من المطالب اليوم، بالنيابة عن المعلمين، والأطباء، والممرضات، والأمهات والآباء....
وأخيراً وليس آخراً، بالنيابة عن الفتيات والفتيان الصغار الذين كل ما يريدونه أن يأكلوا ويلعبوا ويتعلموا.
استمروا في تقديم الدعم السخي من خلال مساهماتكم. ومن أجل هؤلاء الذين يلتمسون منكم الدعم – لا تخيبوا أملهم.
ويجب علي أن أقول، نحن نقترب من النقطة التي لن تتمكن عندها جميع مبالغ العالم من تخفيف معاناة الشعب اليمني.
إن الشعب اليمني، والعاملين في برنامج الأغذية العالمي، وشركائنا، جميعنا نقوم بمهمة بطولية، ونعمل بكد، بالنهار والليل، ونعرض أرواحنا للخطر للتوصل لقصص النجاح والحفاظ على أرواح الجميع.
ولكن عندما تأتي الحرب على الأخضر واليابس – الأرواح، وسبل كسب الرزق، والاقتصاديات – فلن نستطيع فعل شيء.
نحن نقترب من تلك النقطة.
من فضلكم، ومن أجل الشعب اليمني...
أوقفوا هذه الحرب، توصلوا لطرق سلمية لتسوية خلافاتكم، وضعوا حداً لهذه المعاناة.
لا يمكننا أن نستسلم، ولا يمكننا أن نقدم للشعب اليمني أقل من ذلك.
وشكراً لكم سيادة الرئيس.