الحديدة، اليمن - تقول زينب، البالغة من العمر 28 عاما، من مديرية الخوخة: “كنت خائفة ألا أبقى على قد الحياة أثناء حملي، ولكن الرعاية الطارئة التي تلقيتها في المركز الصحي أنقذت حياتي وحياة الجنين. زينب، التي كانت حاملة بطفلها الرابع، واجهت مضاعفات ولادة خطيرة وتسبب فقر عائلتها بمعاناتها من سوء تغذية وفقر الدم الحاد طوال فترة حملها، الأمر الذي شكل خطراً على حياتها وحياة جنينها أثناء الولادة.
نظام صحي منهك
أدي الصراع المستمر منذ عشر سنوات لانهيار النظام الصحي في اليمن. فهناك فقط واحد فقط من كل خمس مرافق صحية عاملة يستطيع تقديم الخدمات الصحية اللازمة للأمومة والطفولة. ولذلك تواجه خمسة مليون من النساء في سن الإنجاب، بما في ذلك الحوامل والمرضعات، تحديات في الحصول على الخدمات الصحية، خاصة في المناطق الريفية والقريبة من خطوط المواجهة. ويعود السبب في ذلك لعدم توفر الطبيبات المتخصصات، والممرضات، بالإضافة الى الإمدادات الصحية الضرورية غير الكافية، ومحدودية الحصول على الخدمات.
من المتوقع أن تحتاج أكثر 1.3 مليون من النساء الحوامل والمرضعات للعلاج بسبب سوء التغذية الحادة في 2025، كما يواجهن خطر ولادة أطفال يعانون من النمو المتأخر جدا، وأجنة مصابون بسوء التغذية نتيجة لارتفاع انعدام الأمن الغذائي.
استمرار الرعاية
ومع تفاقم المضاعفات التي عانت منها زينب في الشهر السابع من الحمل، سعت للحصول على الرعاية الصحية من مركز الخوخة الصحي - وهو نقطة حيوية للخدمات الصحية في المجتمع، يقدم الرعاية لـ 150 حالة في اليوم – بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
تم الترحيب بزينب في المركز الصحي من قبل فريق طبي متمرس من النساء. وقامت قابلة مؤهلة بتقييم حالتها، وتم توفير مكملات غذائية وتقديم التوعية والإرشادات الشخصية الخاصة بالنظافة الشخصية والتغذية. وبسبب خطورة حالة زينب، تم تحويلها لمستشفى حيس الريفي - وهو مرفق آخر في المنطقة مدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان يوفر خدمات أكثر تخصصا، وعناية جراحية للنساء الحوامل، حصلت زينب أيضاً على مساعدة نقديّة لتغطية تكاليف السفر لعدم قدرتها على تحمل هذه النفقات، وساعد هذا في ضمان حصولها على الخدمات الصحية الطارئة والآمنة للرعاية المتقدمة. أجريت لزينب -في مستشفى حيس - ولادة قيصرية، وأنجبت بسلام.
لاحقاً، عادت زينب لمركز الخوخة لتلقي الرعاية الصحية لما بعد الولادة، وشاركت في جلسات توعوية حول الرضاعة وتنظيم الأسرة، الأمر الذي ساهم في تقوية قدرتها على العناية بنفسها ومولودها. شكل ما تعرضت له زينب حافزاً بأن يصبح زوجها -الذي كان متردداً سابقاً في السعي للحصول على العناية المؤهلة لزوجته عند الولادة- مناصراً قويا يشجع الرجال الآخرين للحصول على هذه الخدمات لزوجاتهم في المرافق الصحية. كان أثر استمرار العناية الطبية في تعافي زينب بالكامل عميقاً، وتجنبت المضاعفات المهددة للحياة، وأصبحت ملمة بالمعرفة اللازمة لحماية نفسها، وأسرتها، ومجتمعها.
الشراكات المنقذة للحياة
كان من الممكن أن تقود قصة زينب لكارثة، وعلى العكس من ذلك أصبحت قصتها قصة تشبث بالحياة، وصمود، وتحول مجتمعي عن طريق ضمان الحصول على وتوفر الخدمات الصحية المنسقة وتوافرها، بدعم من الشراكة القوية بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الأوروبي.
يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان، بدعم من الاتحاد الأوروبي. بتوفير الرعاية الصحية الطارئة الخاصة بالولادة والأمومة في 52 مرفقا صحيا في عموم اليمن وكان هذا الدعم، منذ 2018، محورياً في تلبية صحة الأمومة لملايين النساء والفتيات، وإنقاذ حياة آلاف النساء أثناء الولادة.