المنظمة الدولية للهجرة تبني جسراً للمشاة في إب لتسهيل تنقل الآلاف إلى الخدمات رغم تغيرات المناخ
١٧ يونيو ٢٠٢٥
---
إب، اليمن – في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها التغير المناخي على المجتمعات، قامت المنظمة الدولية للهجرة ببناء جسر للمشاة في مديرية ذي السفال بمحافظة إب بدعم من مكتب الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية. ويهدف هذا الجسر إلى توفير معبر آمن للمجتمعات التي انقطعت عن الوصول إلى الخدمات بسبب الفيضانات وظروف الطقس المتقلبة.
وقال عبدالستار عيسويف، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: " أضحى التغير المناخي يعيد تشكيل أسلوب الحياة الذي اعتاد عليه الناس في اليمن." "ويأتي بناء هذا الجسر في إطار الاستراتيجية الواسعة للمنظمة الدولية للهجرة لتكوين القدرة على الصمود في وجه ظروف الطقس المتطرفة التي زادت وتيرتها، بما في ذلك الفيضانات والأعاصير التي تُلحِق أضراراً بالغة بالمجتمعات المعرضة لهذه التأثيرات أكثر من غيرها".
وأصبحت ظروف الطقس المتطرفة في ازدياد باليمن، حيث أثرت الفيضانات على أكثر من 1.3 مليون شخص عام 2024م، وهذا يمثل زيادة بنسبة 61% عن العام السابق. وغالباً ما تتسبب هذه الفيضانات بدمار واسع للبنية التحتية والمنازل والطرقات وأنظمة المياه، ناهيك عن إلحاق الضرر بالأمن الغذائي وسبل العيش. وببناء هذا الجسر المقاوم للتغير المناخي، تسعى المنظمة الدولية للهجرة لمعالجة نقاط الضعف بشكل مباشر، وذلك بتعزيز العبور الآمن للوصول إلى الرعاية الصحية، والتعليم، والأسواق، وموارد المياه، وأيضاً مساعدة المجتمعات في التكيف مع تهديدات المناخ المتزايدة.
ويمتد طول هذا الجسر 30 متراً ويبلغ عرضه 1.6 متراً، وبُنِيَ خلال 45 يوماً. كما صُمِمَ ليقاوم هطول الأمطار المفاجئة والغزيرة في اليمن، مما يجعله يوفر معبراً آمناً حتى أثناء الأمطار الغزيرة والفيضانات. وسيستفيد من هذا المشروع أكثر من 7,800 شخص – 800 نازح و 7,000 من أفراد المجتمع المستضيف. فقبل إنشاء الجسر، كانت المجتمعات المحلية، لا سيما الأطفال والنساء، يواجهون صعوبة بالغة في عبور المنطقة خلال موسم الأمطار، مما يتسبب غالباً في عزلهم عن المدارس والخدمات الصحية والأسواق.
وقال عبدالستار عيسويف:" إنشاء البنية التحتية التي يمكنها مقاومة الظروف الطبيعية أمر مهم لضمان استمرارية الحصول على الخدمات التي يعتمد عليها الناس بشكل يومي. وهذا المشروع لا يساهم فقط في تحسين مستوى السلامة والتنقل للنازحين والمجتمعات المستضيفة، بل يُظهِر أيضاً أهمية إدراج أنشطة الصمود في وجه التغيرات المناخية ضمن العمل الإنساني."
وقد اكتمل المشروع من خلال التعاون المشترك بين المنظمة الدولية للهجرة والسلطات المحلية والمجتمع. وقد سُلِمَّ المشروع رسمياً بحضور ممثلين من السلطات المحلية وهيئات تنسيق العمل الإنساني المعنية.
وأوضح محمد عنبر، أحد الآباء المحليين في ذي السفال: "لقد وفّر علينا هذا الجسر الكثير من العناء، خاصةً خلال الفيضانات الغزيرة. قبل بنائه، لم نكن نستطيع الوصول إلى الجانب الآخر خلال موسم الأمطار. أما الآن، يستطيع أطفالنا العبور بأمان على مدار العام."
كما يمُثِّل هذا المشروع خطوة ذات أهمية في تحسين البنية التحتية وضمان التنقل الآمن للسكان المتضررين في المناطق المعرضة للفيضانات. ويعكس أيضاً التزام المنظمة الدولية للهجرة على النطاق الواسع بمعالجة تأثيرات المناخ من خلال الحلول الدائمة والقائمة على احتياجات المجتمع.
لمزيد من المعلومات، الرجاء التواصل مع:
فريق التواصل في المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: iomyemenmediacomm@iom.int