خطاب الكراهية سمٌّ يسري في شرايين المجتمع. فقد مهد الطريق لأعمال العنف والفظائع التي شهدتها أحلك فصول التاريخ البشري. وكثيرا ما تتحمل الأقليات العرقية والدينية أفدح آثاره، بما تواجهه من تمييز وإقصاء وإيذاء.
وكما يذكرنا موضوع هذا العام، فإننا نشهد اليوم درجة لم نشهدها قطُّ لسرعة انتقال خطاب الكراهية واتساع رقعته، إذ يزداد انتشاره كثيراً بفعل الذكاء الاصطناعي. فالخوارزميات والمنصات الرقمية المتحيزة تنشر محتوى ساماً وتخلق فضاءات جديدة للتحرش والإساءة.
وقد جاء التعاهد الرقمي العالمي، الذي اعتُمد في مؤتمر القمة المعني المستقبل، ليرسم مساراً للعمل المقبل: إذ دعا إلى تعاون دولي أقوى للتصدي للكراهية على الإنترنت، ترتكز دعائمه على حقوق الإنسان والقانون الدولي.
ولكي نتمكن من إخماد أصوات الكراهية، نحن بحاجة إلى شراكات على كل المستويات: فيما بين الحكومات والمجتمع المدني والشركات الخاصة والقيادات الدينية والمجتمعية. ونحن بحاجة إلى مجابهة الخطاب السام برسائل إيجابية وإلى تمكين الناس من التعرف على خطاب الكراهية ورفضه والتصدي له. وقد وُضعت استراتيجية الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية لتوضح لنا السبيل الصحيح لبذل هذه الجهود.
كما تستمد تلك الجهودُ الدعمَ والتوجيه من المبادئ العالمية لسلامة المعلومات التي أعلنتُ صدورها العام الماضي، وذلك في وقت نسعى فيه بشكل حثيث إلى إيجاد منظومة معلومات أكثر أمانا وإنسانية.
دعونا، ونحن نحتفل بهذا اليوم، نلتزمْ باستخدام الذكاء الاصطناعي، لا كأداة للكراهية، بل كقوة للخير. دعونا نتكاتفْ في السعي لتحقيق السلام والاحترام المتبادل والتفاهم من أجل الجميع.
#اليوم_الدولي_لمكافحة_خطاب_الكراهية 2025