يونيسف - اليمن: توفير مساحة تعليمية آمنة للأطفال في اليمن

اليونيسف تبني فصولاً دراسية لمدرسة مجتمعية
في حادثتين منفصلتين قبل عام 2014، توفي طفلان من قرية جدر في مديرية بني الحارث، صنعاء، اليمن، عندما صدمتهما سيارات مسرعة أثناء عبورهما الطريق للوصول إلى مدرستهما التي كانت تبعد أكثر من ساعة سيرًا على الأقدام عنهما. ونتيجة لهذه الحوادث وحوادث السيارات الأخرى، قررت العديد من العائلات التوقف عن إرسال أطفالها إلى المدارس حتى لا يعرضوا أنفسهم للخطر. وقد يكون الخطر المحدق بهؤلاء الأطفال المشي لمسافات طويلة دون القدرة على الحصول على المساعدة في الوقت المناسب، إذا لزم الأمر. كما أن هذه المشكلة أثرت على تعليم الفتيات حيث أن العديد من العائلات لم تكن ترسل بناتها إلى هذه المدارس لأنها كانت بعيدة جدًا عن القرية.
يقول إسماعيل صالح البالغ من العمر ٧٠ عامًا وهو أحد أفراد هذه القرية: "لا نريد أن يُحرم أطفالنا فرصتهم في التعليم لعدم توفر وسيلة آمنة للوصول إلى المدرسة. التعليم مهم لكل فرد في هذا العالم، وهو مهم أيضا لأطفالنا في اليمن".
لقد تركت عشر سنوات من الصراع المستمر وتزايد الفقر في اليمن نظام التعليم في اليمن في حالة يرثى لها حيث أن هناك 3.7 مليون طفل بين 5 و17 عامًا خارج المدرسة. يعاني الأطفال الذين ما زالوا يلتحقون بالمدارس من اكتظاظ الفصول الدراسية، ويعاني المعلمون من ضغط العمل، وعدم وجود دعم، وعدم توفر الراتب الشهري لهم منذ ٢٠١٦ في المناطق الشمالية من البلاد. إضافةً إلى ذلك، لا يستطيع ٩٤٪ من الأطفال في سن العاشرة في اليمن[1] قراءة أو فهم نص بسيط، وهي مشكلة تُعرف بفقر التعلم. ورغم كل التحديات، عزم مجتمع قرية جدر على طرح فكرة تُتيح فرصة تعليمية آمنة لأطفالهم.
مبادرة مجتمعية واحتياجات متزايدة
لضمان حصول أطفال هذه القرية على التعليم، قام أولياء الأمور بعمل مبادرة لإنشاء مدرسة في القرية نفسها لحماية أطفالهم من الخطر الذي يترقبهم عند السير لمسافات بعيدة عن القرية، فاستأجروا مبنىً وأنشأوه كمدرسة بدعم من الجهات التعليمية. إلا أن المبنى المستأجر لم يكن مؤهلاً ليكون مدرسة حكومية، إذ أنه يفتقر إلى نظام تهوية، ودورات مياه مناسبة، وملحقات مدرسية مثل المختبرات والمكتبة والساحات المفتوحة. في غضون عشر سنوات، زاد عدد الطلاب من 700 إلى أكثر من 2500 طالب. وطوال هذه السنوات، ظل أولياء الأمور يدفعون إيجار المبنى الشهري البالغ 200,000 ريال يمني (حوالي 400 دولار أمريكي اليوم)، وهو مبلغ أصبح صعباً عليهم توفيره، حيث فقد الكثير منهم مصادر دخلهم نتيجةً للصراع الدائر وتأثيره على الوضع الاقتصادي.

[1] وزارة التخطيط والتعاون الدولي، قطاع الدراسات والتنبؤات الاقتصادية، مستجدات الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في اليمن، العدد (82) أكتوبر – 2023م، "التعليم العام في اليمن الواقع وآفاق التنمية".
"بحلول عام ٢٠٢٤، كانت هذه المدرسة تستوعب أكثر من ٢٥٠٠ طالب وطالبة من الصف الأول إلى التاسع على فترتين. وقد شكّل ذلك ضغطًا على المعلمين، ولم تكن بيئة التعلم مناسبة للأطفال"، يقول مدير المدرسة، مجاهد يحيى.
تدخل اليونيسف
لمساعدة آلاف الأطفال في اليمن على الوصول إلى مساحات تعليمية آمنة، ودعم التعافي الشامل للنظام التعليمي في اليمن، تدعم اليونيسف بشكل مباشر إعادة تأهيل المدارس و/أو بناء المدارس المدمرة، أو بناء فصول دراسية إضافية للمدارس التي تحتاج إلى استيعاب المزيد من الطلاب.
بفضل دعم الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (SIDA)، تمكنت اليونيسف من دعم بناء ستة فصول دراسية مزودة بمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لمدرسة 21 سبتمبر بشكل مباشر.



عام دراسي جديد في فصول دراسية جديدة!
