رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة يدق ناقوس الخطر مع إكمال اليمن عقداً من الحرب والمعاناة الإنسانية
٢٦ مارس ٢٠٢٥
--
جنيف، 26 مارس 2025 – مع دخول اليمن عامه الحادي عشر من الصراع، ما تزال البلاد غارقة في معاناة لا تهدأ ولا تلين. إذ يعتمد قرابة 20 مليون شخص على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، فيما يواجه الكثيرون نزوحاً متكرراً، وجوعاً متزايداً، وانهياراً في الخدمات الأساسية.
ويُقدّر أن 4.8 مليون شخص ما يزالون نازحين في مختلف أنحاء اليمن، ويعيش العديد منهم في مآوي مؤقتة لا توفر لهم الحد الأدنى من الحماية ضد الظروف الجوية القاسية، ولا تتيح لهم إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية. وتُعد النساء والأطفال من بين الفئات الأكثر تضرراً، حيث يواجهون مخاطر متزايدة من العنف وسوء التغذية وتدهور الأوضاع الصحية. وفي الوقت ذاته، تزيد الفيضانات والجفاف والظواهر الجوية القاسية من تفاقم الأوضاع المأساوية بالفعل. كما يُعاني المُهاجرون العالقون من ظروف قاسية دون أي فرصة للنجاة. ومع تفاقم النقص في التمويل، أصبح من الصعب على الجهود الإنسانية مواكبة الاحتياجات المتزايدة، مما يترك أعداداً لا تحصى من الأشخاص في حاجة ماسة للمساعدة.
وقالت أيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة: "أختفى الصراع من دائرة الاهتمام العالمي، لكن المعاناة لم تتوقف بالنسبة لمن يعيشونها،" وأضافت: "بعد أكثر من عقد من الحرب والنزوح والانهيار الاقتصادي، ما يزال اليمن يمثل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ومع انشغال العالم بأزمات أخرى، يتضاءل التمويل بشكل مقلق. الآن، وأكثر من أي وقت مضى، هناك حاجة ماسة إلى تضامن عالمي لمنع حرمان الملايين من المساعدات."
ومع حلول شهر رمضان المبارك، يتفاقم وقع هذه الأزمة أكثر. بالنسبة لكثير من اليمنيين، لن يكون الإفطار وقتاً للتجمع والاحتفال بالخير والبركة، بل فترة أخرى ينامون فيها جوعى، غير متأكدين مما يخبئه لهم الغد. وبينما تستعد العائلات حول العالم لاستقبال عيد الفطر، سيقضي اليمنيون عيداً آخر في ظلال الحرب، حيث أصبح الفقدان والجوع والمعاناة واقعاً يومياً.
وعلى الرغم من الجهود المُستمرة لتقديم المُساعدات، فإن النقص الحاد في التمويل يجعل من الوصول إلى أكثر الفئات احتياجاً صعباً للغاية. ففي العديد من المناطق، بالكاد تحصل المجتمعات النازحة على أي دعم. ومع استمرار تزايد الاحتياجات، تتقلص الموارد، مما يعرّض ملايين الأشخاص للخطر.
بينما يُعاني اليمنيون من آثار الحرب، ما يزال عشرات الآلاف من المهاجرين عالقين بعد أن وصلوا إلى البلاد على أمل العبور إلى الخليج بحثاً عن فرص أفضل. لكن بدلاً من ذلك، يواجهون الاستغلال والاحتجاز والعنف ورحلات محفوفة بالمخاطر عبر مناطق الصراع النشط. ففي عام 2024 وحده، وصل ما يقارب 60,900 مهاجر إلى اليمن، وغالباً دون أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة.
بالنسبة لكثيرين، فإن السبيل الوحيد للخروج هو من خلال برنامج العودة الطوعية الإنسانية التابع للمنظمة الدولية للهجرة، والذي يساعد المهاجرين على العودة إلى ديارهم بأمان. ومع ذلك، وبدون زيادة التمويل، قد يتم تقليص حتى هذه الجهود المُنقذة للحياة، مما يترك الآلاف من المهاجرين عالقين في ظروف تزداد سوءا باستمرار.
وتُضيف المديرة العامة بوب: "لا يستطيع اليمنيون تحمل أن يكونوا في طي النسيان. خاصة بينما تجلس العائلات على موائد الإفطار وبالكاد تجد ما تأكله، وبينما يواجه الآباء عيداً آخر غير قادرين على توفير احتياجات أطفالهم، وبينما يظل المهاجرون عالقين بلا سبيل للعودة إلى ديارهم، لا يمكن للعالم أن يدير ظهره لهذه الأزمة. فكل يوم يمرّ دون تحرك يعني المزيد من المعاناة، والمزيد من الأرواح المفقودة، ومزيداً من انحسار الأمل في المستقبل."
ومع دخول اليمن عاماً آخر من الحرب، تدعو المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري قبل أن تُزهق المزيد من الأرواح. الاحتياج الإنساني ما يزال هائلاً، وعدم التحرك ستكون له عواقب وخيمة. فمن المحتمل أن يصبح الوضع المتدهور حالياً مهمشاً أكثر بسبب تنافس الأزمات العالمية على الاهتمام والموارد الإنسانية.
شاهد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن وهو يسلّط الضوء على الحاجة الماسّة إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي.
اقرأ المزيد في هذا المقال بواسطة عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حول ضرورة عدم نسيان اليمن—أرض الصمود والقصص غير المروية
للمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع:
في اليمن: مونيكا كيرياك، mchiriac@iom.int
في القاهرة: جو لوري، jlowry@iom.int
في جنيف: كينيدي أوكوث، kokoth@iom.int