برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: حسين يحول مهاراته في صيانة السيارات إلى مشروع مزدهر في حضرموت باليمن

--
في مديرية القطن بمحافظة حضرموت باليمن، كان حسين معروفًا بمهارته في صيانة السيارات. نشأ وهو يصلح السيارات القديمة في منطقته، وتعلم المهنة منذ سن مبكرة جدًا. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت السيارات أكثر تعقيدًا، وأدرك حسين أن معرفته بالطرازات القديمة لم تعد كافية. كان يحلم بأن يصبح خبيرًا في إصلاح السيارات الحديثة، لكنه كان بحاجة إلى الأدوات والتدريب المناسبين.
عندما علم حسين عن المرحلة الثانية من مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، مع شريك محلي، وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر وبتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، التحق على الفور. اتضح أن التدريب كان كل ما يحتاجه وأكثر. لم يتعلم حسين فقط عن ميكانيكا السيارات الحديثة، بل تعلم أيضًا كيفية إدارة الأعمال وبناء العلامة التجارية.
بعد التدريب المهني، حصل حسين على منحة عينية لبدء مشروعه. يقول حسين: "منحتني المنحة الحرية والاستقلال في عملي وتخصصي في صيانة السيارات".
قبل هذا الدعم، كان حسين يستعير أو يستأجر معدات الإصلاح دائمًا، مما حد من قدرته على خدمة عملائه بشكل كامل. وبفضل المنحة، اشترى حسين الأدوات والمواد التي يحتاجها، مما سمح له بتقديم خدمات أكثر شمولاً دون قيود استعارة المعدات.

سرعان ما أصبحت ورشة حسين مركزًا لأصحاب السيارات في المنطقة. "كان التدريب ممتازًا"، كما قال. "كانت لدي خبرة في السيارات القديمة، ولكن مع التدريب، طورت مهاراتي وأصبحت أكثر دراية بإصلاح السيارات الحديثة". نمت ثقته بنفسه مع عمله على موديلات أحدث، وبدأت شهرته كميكانيكي ماهر في الانتشار.
بفضل المعدات المناسبة التي كانت تحت تصرفه، تمكن حسين من خفض أسعار إصلاحاته. ولم يقتصر الأمر على جذب المزيد من العملاء فحسب، بل أدى أيضًا إلى بناء الثقة داخل المجتمع.
يوضح حسين: "نظرًا لأنني أمتلك الآن جميع المعدات اللازمة، فقد خفضت أسعار إصلاحاتي، مما أدى إلى جذب المزيد من العملاء وساعدني في بناء سمعة طيبة". كانت استراتيجيته بسيطة ولكنها فعّالة: تقديم خدمة عالية الجودة بأسعار عادلة والسماح لعمله بالتحدث عن نفسه.
والآن يحلم حسين بأشياء أكبر. ويوضح: "أفكر في افتتاح متجر في وسط المدينة، وبهذه الطريقة أستطيع جذب المزيد من العملاء والتنافس مع المتاجر الكبرى".
وبالنسبة لحسين، هذه مجرد البداية. فهو يبني لنفسه اسمًا، ليس فقط في منطقته، بل في جميع أنحاء محافظة حضرموت.

بفضل التدريب والمنحة العينية والعمل الجاد والعزيمة، تحول حسين من شخص يكافح إلى شخص مستقل. لقد حول حلمه إلى حقيقة ويعلم أن المستقبل يحمل المزيد من الإمكانيات.
***
يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) إلى تمكين ١,٥٣٣ الشباب والشابات في المناطق الريفية من اكتساب المهارات المهنية والتقنية والتجارية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لتعزيز قابليتهم للتوظيف ومشاركتهم الإنتاجية في أنشطة الانتعاش الاقتصادي والمحلي. ستساهم هذه الجهود في اكتمال الجهود الجماعية الشاملة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي واستعادة سبل العيش لتحسين مستوى المعيشة والقدرة على الصمود بين اليمنيين. هذا المشروع ممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقدم المشروع منحًا وتدريبًا فنيًا على مجموعة واسعة من المهن المطلوبة في تسع محافظات و ٢٤ مديرية: المشروع أبين (أحور وخنفر)، لحج (المقطرة، القبيطة، ردفان، رأس العارة، تبن)، عدن (دار سعد)، مأرب (مأرب)، شبوة (الروضة، مرخة السفلى ورضوم)، وحضرموت (المكلا، القطن، الشحر، تريم)، المهرة (الغيضة وحصوين)، الضالع (الضالع والأزراق)، وتعز (الشمايتين وصالة وموزع والوازعية). يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) على التدريب على المهارات المهنية والتدريب على إدارة الأعمال، حيث سيعمل المشروع على بناء قدرات المشاركين في مجالات عديد منها: تجهيز الأغذي والمنسوجات، النول اليدوي والمهارات المهنية مثل ميكانيكا السيارات والنجارة وإصلاح الهواتف المحمولة وصيانة الأجهزة المنزلية والخدمات البيطرية وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها.