يونيسف اليمن: أمل على عجلات - الفرق المتنقلة لليونيسف تنقذ الأرواح في اليمن

الفرق المتنقلة لليونيسف تنقذ الأرواح في اليمن
تقول خولة أحمد عبد الله الهلماني، قابلة تبلغ من العمر ٢٩ عامًا وتعمل في إحدى العيادات المتنقلة المدعومة من اليونيسف: "الأمهات والأطفال هم أساس أي مجتمع. عندما يكونون بصحة جيدة، يصبح البلد كله سليمًا."
إن سوء التغذية، وانتشار الأمراض، والإصابات بين المدنيين، وعدم توفر الخدمات الصحية أو صعوبة الوصول إليها، وغيرها من المخاطر المهددة للحياة على الفئات الأكثر ضعفًا، كلها أدلة على أزمة إنسانية كبرى. ويعاني اليمنيون من هذه الأوضاع منذ عقد من الزمن.
نجحت اليونيسف وشركاؤها في تنفيذ العديد من التدخلات في اليمن لمساعدةً السكان في هذا البلد الذي أنهكته الحرب على الحصول على خدمات التغذية والصحة، والمياه الآمنة، وإرسال أطفالهم إلى المدارس. اليوم، لنتحدث عن الفرق المتنقلة بدعم من اليونيسف والتي تشكل شريان حيوي يوفر الخدمات الصحية والتغذوية مباشرةً للأسر في المناطق النائية والمتضررة من النزاع.
دعم اللجنة الوطنية السويسرية لليونيسف أتاح نشر عدة فرق متنقلة في عدة محافظات تشمل حجة والحديدة وتعز وذمار والضالع، ليصل حتى إلى المجتمعات الأكثر ضعفاً. بما في ذلك الأطفال تحت سن الخامسة والأمهات الحوامل والمرضعات.
تشرح جميلة علي الموشكي، قابلة من ذمار، أهمية هذه الفرق المتنقلة للسكان المحليين: "قبل هذا الفريق الصحي المتنقل، لم يكن لدينا مكان مناسب لاستقبال المرضى، أو فحصهم وعلاجهم من سوء التغذية والأمراض البسيطة، أو تطعيم الأطفال. أتمنى أن يستمر هذا المشروع لأنه يساعد الكثيرين هنا."
في محافظة حجة مثلًا، تنقذ هذه الفرق أرواح الأطفال المصابين بسوء التغذية والحوامل والأمهات الشابات. يتم نشر الفرق المتنقلة في مناطق لا يمكن الوصول إلى مراكزها الصحية الثابتة أو تكون غير عاملة.
يوميًا، تصل هذه الفرق إلى آلاف الأسر، حيث تجري فحوصات طبية، وفحوصات تغذوية، وتطعيمات، وتقديم الدعم الغذائي والاستشارات. ما يراه الكثير منا كخدمات أساسية سيكون بعيد المنال عن ملايين اليمنيين لولا عمل هذه الفرق المتنقلة والعاملين المتفانين فيها.

يشرح د. علي عبد الله عزيز الخضر، مدير مكتب الصحة في مديرية ذمار، أهمية الفرق المتنقلة هناك: "تقع ذمار بين محافظتين، لذا يسهل على الكثيرين الوصول إلى هذه الفرق، الذين لن يتمكنوا لولاها من الحصول على المساعدة الطبية اللازمة. نواجه صعوبات كثيرة، لكننا لا نتوقف عن العمل لأن هذه الفرق تمثل الفرصة الوحيدة للعلاج والتعافي للكثيرين."
رغم كل التحديات—مشاكل لوجستية، ونزاع مستمر، ونقص مستمر في الإمدادات الطبية والكوادر المؤهلة—يواصل العاملون عملهم بدعم من منظمات مثل اليونيسف وشركائها، لينقذوا حياة تلو الأخرى.
بالنسبة للكثير من الأسر، الفرق المتنقلة ليست مجرد سيارات وإمدادات طبية وأشخاص يشرحون كيفية العناية بأطفالهم. إنها منارة أمل.
تقول إشراق محمد المصنعي، أم شابة من ذمار: "ابني البالغ ثلاث سنوات يعاني من سوء التغذية. أنا ممتنة للأطباء في هذا الفريق. بفضلهم، نحصل أنا وابني على العلاج اللازم."
في ذمار، يتلقى آدم البالغ أربع سنوات العلاج من قبل فريق متنقل تعمل تحت إشراف مكتب الصحة. هو واحد من مئات الأطفال الذين يحصلون على الرعاية المنقذة للحياة من هذا الفريق في المنطقة.

تقول القابلة خولة أحمد عبد الله الهلماني: "نساعد الحوامل والأمهات الشابات، ونثقفهن حول التغذية والصحة الإنجابية، ونوفر خدمات ما بعد الولادة. لكن بعض الأحيان، لا يفهم البعض فكرة التطعيمات والفحوصات الدورية بشكل كامل."
حققت الطفلة إبتسام البالغة عامين، التي تعاني من سوء التغذية وتتلقى العلاج من قبل الفريق نفسه، تقدمًا ملحوظًا بفضل جهود هؤلاء المحترفين المتفانين. هي وأطفال آخرون يخضعون لفحوصات دورية ويتلقون أغذية علاجية ومكملات غذائية، بينما يحصل آباؤهم على نصائح مؤهلة حول العناية بأطفالهم والتطعيمات والخدمات الطبية الأخرى.
رغم الإنجازات الكبيرة والدعم من الشركاء المحليين والدوليين، تواجه هذه المبادرات تحديات عديدة. انعدام الأمن، ونقص الوقود، وعدم استدامة التمويل، وتعطل سلاسل الإمداد تجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل المشروع وقدرته على الوصول لمزيد من الأسر.
ورغم أن الفرق المتنقلة وسعت نطاق الخدمات الصحية في اليمن بشكل كبير، إلا أن بعض المناطق لا تزال تفتقر للرعاية الشاملة بسبب نقص التمويل. لكن اليونيسف وشركاءها يبقون متفائلين ومصرين على أهدافهم، ويعملون على توسيع هذه الخدمات وبناء على النجاحات التي تحققت في محافظات مثل حجة وريمة.
هذه الفرق المتنقلة ليست مجرد تقديم خدمات صحية وتغذوية؛ إنها التزام قوي بوصول كل طفل، وكل أسرة، وكل مجتمع محتاج، لإنقاذ مستقبل اليمن... حياة تلو الأخرى.