برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: دعم المخرجات التعليمية: تزويد 17 مدرسة بأنظمة طاقة شمسية في محافظة حضرموت

--
في محافظة حضرموت باليمن، برز تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المدارس كخطوة محورية في مواجهة نقص الطاقة المزمن الذي كان يعوق عمل قطاع التعليم في المحافظة منذ فترة طويلة. بدعم من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن، الممول من الاتحاد الأوروبي، قامت السلطات المحلية بتركيب أنظمة طاقة شمسية في 17 مدرسة في كل من المكلا، تريم، والقطن. تهدف هذه المبادرة إلى تحسين بيئة التعلم وكفاءة العمل في المدارس.

لقد كان لانقطاع الكهرباء تأثير كبير على الأنشطة المدرسية. تروي انتصار، مديرة إحدى المدارس في المكلا، الصعوبات التي كانت تواجهها قبل إدخال أنظمة الطاقة الشمسية: "كان لدينا انقطاعات كهربائية تدوم لأيام. وكان يتعين تأجيل جميع الأعمال المجدولة، بما في ذلك الأوامر الإدارية والمراسلات. على سبيل المثال، كانت طباعة الامتحانات تتطلب منا البقاء في المدرسة حتى وقت متأخر من المساء، أحيانًا حتى الساعة العاشرة مساءً، في انتظار الكهرباء."
تسببت هذه الانقطاعات في ضغط إضافي على المعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات الإداريين، مما جعل من الصعب الحفاظ على جدول دراسي منتظم ومنتج.

كما جعل نقص الكهرباء الفصول الدراسية غير مريحة، خاصة في حرارة الصيف. حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب غياب الكهرباء، إلى مشاكل صحية للطلاب، حيث كان العديد منهم يُغمى عليهم يوميًا بسبب الظروف الخانقة. نتيجة لذلك، تدهور الأداء الأكاديمي، وتراجع حماس الطلاب واستيعابهم بسبب البيئة الصعبة.

وفي ظل الحاجة إلى حل أكثر استدامة، أولت السلطات المحلية أهمية لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية كجزء من خطة الصمود والتعافي. يوضح أحمد، مدير ادارة التربية والتعليم في المكلا: "تلقينا العديد من الشكاوى من المدارس حول انقطاع الكهرباء. وبعد حضور ورش عمل لبناء القدرات بدعم من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن، قررنا أن يكون توفير أنظمة الطاقة الشمسية في المدارس جزءًا أساسيًا من خطة التعافي لدينا." يعكس هذا القرار نهجًا عمليًا في معالجة احتياجات النظام التعليمي في حضرموت.

تتضمن أنظمة الطاقة الشمسية التي تم تركيبها في هذه المدارس الـ17 أجهزة موفرة للطاقة تهدف إلى ضمان الاستدامة. توفر الأنظمة مصدرًا أكثر استدامة للكهرباء، كما تقلل من اعتماد المدارس على المولدات التي تعمل بالوقود المكلف. وقد أسفر ذلك عن توفير في التكاليف، بالإضافة إلى فائدة بيئية من خلال تقليل استخدام الوقود الأحفوري.

لقد كان تأثير أنظمة الطاقة الشمسية على المدارس ملحوظاً. لاحظ المعلمون والمعلمات تحسناً في مشاركة الطلاب والطالبات وقدرتهم على فهم الدروس بشكل أفضل. تقول أروى، معلمة في إحدى المدارس: "لقد شهدنا تغييراً كبيراً. الطلاب أصبحوا أكثر حافزاً، ويفهمون الدروس بشكل أفضل، ونحن قادرون على تدريس الدروس بشكل أكثر فاعلية."

كما عبر الطلاب عن تقديرهم للتحسن في بيئة التعلم. تقول نبات، طالبة: "كانت الأوضاع لا تطاق في الفصول الدراسية، خاصة في الصيف. الآن، يمكننا التركيز."

إلى جانب تحسين الظروف المادية في المدارس، فإن توفير الطاقة يمهد لدمج الأدوات الرقمية في الفصول الدراسية. فقد سهل ذلك استخدام أجهزة الكمبيوتر والإنترنت. من المتوقع أن تساهم هذه الموارد في تحسين جودة التعليم على المدى الطويل من خلال دعم مبادرات التعلم الرقمي.

لقد كان دور السلطات المحلية في حضرموت محورياً في نجاح هذا المشروع. تعكس أولويتها في استخدام الطاقة الشمسية كحل لمشاكل انقطاع الكهرباء في المدارس فهماً عميقاً للتحديات التي يواجهها قطاع التعليم. يلخص أحمد، مدير ادارة التربية والتعليم في تريم، أهمية المشروع بقوله: "هذا المشروع حيوي. يسمح لنا بأداء عملنا بشكل أكثر كفاءة ويضمن تلبية احتياجات الطلاب التعليمية بشكل أكثر استدامة."

من خلال معالجة تحديات الكهرباء غير المستدامة، اتخذت السلطات المحلية خطوة هامة نحو تحسين بيئة التعليم ودعم الهدف الأوسع لتحقيق التعليم الجيد، الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.