يونيسف اليمن: بداية جديدة: بناء المستقبل من خلال التعليم
شراكة ملهمة تُعيد بناء المستقبل للأجيال القادمة
في ظل الصراع المستمر في اليمن، يعاني قطاع التعليم من أزمات كثيرة تتجلى في تدهور البنية التحتية وشحة الموارد. تتقاطع آمال الأطفال مع واقع مؤلم، حيث تتعرض المدارس للدمار والإهمال ويغمرها الغبار، مما يجعلها غير قادرة على توفير بيئة تعليمية مناسبة. تعكس جدران المدراس والفصول المتهالكة قصصًا من الحزن والفقد، وكأنها تلوح بمستقبل يكتنفه القلق والضياع.
في سياق هذا الوضع تقول سوسن الحبيشي، مديرة مدرسة جول الريدة، أن الوضع كان يرثى له، حيث كانت النوافذ المحطمة تسمح بدخول الرياح الساخنة والغبار إلى الفصول، مما جعلها مليئة بالأتربة. وتختتم حديثها بالقول: "المدرسة ما كان فيها أشياء يشجع الطالبات للحضور من الصباح حتى الظهيرة، المدرسة لم تكن صالحة للدراسة أبداً".
دخلت الابتسامة إلى قلوب المعلمات والطالبات بعد تجديد الفصول الدراسية، والممرات وتغيير النوافذ للسماح بدخول الضوء والتهوية الجيدة بفضل شراكة بين اليونيسف وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية من دولة الكويت.
تضمنت التغييرات في المدرسة أيضاً توفير معمل حاسوب، مما يمثل إضافة مهمة للطالبات في مديرية ميفعة النائية. تقول مديرة المدرسة: "هذا إنجاز كبير! كان الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر مستحيلاً بالنسبة للفتيات خصوصا في منطقتنا النائية. الآن، أصبحت الطالبات متحمسات للتعلم. احبت الفتيات فصولهن الدراسية والمدرسة وأنا واثقة أن الحضور سيزداد، وستستمر المدرسة في التحسن."
مدرسة أخرى تبتسم من جديد!
المشروع تضمن أيضاً ترميم مدرسة أخرى في سيئون، حضرموت، حيث انتشرت السعادة عندما رأت الطالبات مدرستهن في شكلها الجديد.
في مدرسة التعاون بشحوح، سيئون، تصف الطالبة مروى قهمان سعادتها بالتغيير قائلة: "أصبح بإمكاننا التركيز بشكل أفضل أثناء الدروس. ألوان الجدران زاهية والتهوية الجيدة. تغيرت تماماً مشاعرنا تجاه المدرسة، انتقلنا من عدم حبنا للمدرسة إلى حبها".
تتحدث رنا الجريدي، طالبة في مدرسة التعاون بشحوح في سيئون، عن الواقع المرير الذي عاشته من قبل قائلةً: "كان الوضع في المدرسة سيء جداً، لم تكن الممرات والحمامات والنوافذ في المدرسة حلوة، كان شعورنا سيء تجاهها". كانت الفصول تشعرنا باليأس، والحمامات غير نظيفة، وكان الذهاب إلى المدرسة غير مشجع بالنسبة للطالبات.
تتفق معها مروى قائلة: "كان الوضع صعب، كنت لا أذهب إلى الحمام حتى لو إحتجت لذلك، أصبر حتى أعود إلى البيت واستخدم حمام البيت. كان شعور سيء ".
تُبرز شراكة اليونيسف وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية نموذجاً حياً للتعاون الفعّال الذي يُحدث تأثيراً إيجابياً في حياة الطلاب في اليمن. لم تكن عملية الترميم مجرد تحسين مادي، فهي تجديد للطموح ومساهمة في بناء مجتمع متكامل ومزدهر.