منظمة الصحة العالمية - اليمن: حملة مكافحة مصادر اليرقات تحمي ٤ ملايين يمني من الأمراض المنقولة بالبعوض
٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤
--
٢ ديسمبر ٢٠٢٤، صنعاء، اليمن
في أوائل شهر أغسطس، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات عارمة في العديد من المناطق في اليمن، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية وإغراق الشوارع والمنازل.
وقد أدى تردي خدمات الصرف الصحي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، حيث أدت المياه الراكدة الناجمة عن الفيضانات إلى خلق مواقع تكاثر للبعوض، مما زاد من خطر تفشي أمراض الملاريا وحمى الضنك، في حين أدى انخفاض القدرة على الوصول إلى المياه النظيفة إلى دفع الناس إلى تخزين الإمدادات المتاحة من المياه في حاويات داخل منازلهم، مما أدى إلى خلق مواقع إضافية لتكاثر النواقل.
وتُعد اليمن من بين ست دول في منطقة شرق المتوسط تحتوي على مناطق ذات معدلات إنتقال عالية للملاريا وتمثل غالبية حالات الملاريا في شبه الجزيرة العربية، حيث يقدر تقرير الملاريا العالمي أن أكثر من ٢١ مليون شخص في اليمن معرضون لخطر الإصابة بالملاريا. كما تشكل حمى الضنك، التي تتداخل مع الملاريا في المناطق الموبوءة، مشكلة صحة عامة رئيسية.
ومنذ بداية العام ٢٠٢٤، أبلغت اليمن عن عدد ١,٠٥١,٢٨٧ حالة مشتبه بها من الملاريا و١٣,٧٣٩ حالة مشتبه بها من حمى الضنك. وتجعل العوامل المناخية والجغرافية والإجتماعية والإقتصادية المناطق الساحلية الغربية أكثر عرضةً بشكلً خاص، وقد ساهمت التقلبات الجوية الأخيرة، بما في ذلك الأمطار، في إنتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، مما يعرض المجتمعات الضعيفة للخطر.
وبدعم من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية، تعاونت منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لإجراء حملة رش اليرقات خلال الفترة من ١٩ إلى ٢٤ سبتمبر.
وبالتعاون مع السلطات المحلية وأفراد المجتمع، شارك في الحملة ٤٠ فريقاً حيث إستفاد منها أكثر من ٤ ملايين شخص في محافظات المحويت وعمران وحجة والحديدة وصنعاء وتم تحديد المناطق التي تحتوي على أماكن تكاثر البعوض، بما في ذلك المستنقعات والبرك المائية وضفاف الأودية والخزانات المفتوحة والحفر، كأولوية للتدخل.
وقد أسفرت عملية المسح الأولية عن تحديد ٤,٦٦٤ قرية ووادي للتدخلات المُحتملة وتأكيد وجود ١,١٦٠ منطقة مؤكدة تحتوي على بيئات تكاثر. وكانت محافظة الحديدة هي الأعلى حيث تحتوي على ٤٨٪ من إجمالي المناطق المُستهدفة.
ومن بين المواقع المؤكدة لتكاثر البعوض، كانت ٥٨٪ منها مواقع طبيعية و٤٢٪ منها مواقع من صنع الإنسان. وتزداد نسبة المواقع التي صنعها الإنسان سنوياً، وغالبا ما يرجع ذلك إلى بناء حواجز مائية وتجفيف مياه الوادي لإستخراج الرمال لأغراض تجارية.
كما حددت الحملة مواقع تكاثر البعوض في المناطق المتضررة من الفيضانات والتي تم السيطرة عليها بعد ذلك من خلال إزالتها بشكلً دائم وتجفيفها أو مكافحتها من خلال إستخدام مثبطات نمو الحشرات. كما خضعت مواقع التكاثر الدائمة للمراقبة المستمرة والتنسيق القطاعي المُعزز من خلال المبادرات المجتمعية والتعاون مع السلطات المحلية ذات الصلة.
وأشار الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها إلى اليمن: "إن العمل التشاركي، الذي يشمل المجتمعات المحلية والقطاعات المختلفة، أمر بالغ الأهمية في السيطرة على تفشي الأمراض. وقد جسدت هذه الحملة عملية التعاون الناجح، حيث لعبت السلطات المحلية والمبادرات المجتمعية دوراً رئيسياً في عملية التخطيط والتنفيذ وتغطية منطقة جغرافية واسعة".
"إن التعاون المستمر مع السلطات المحلية وأعضاء المجتمع أمر بالغ الأهمية لتعزيز دورهم في السيطرة على مصادر التكاثر ومنع ظهور مصادر جديدة وحماية المجتمعات وعدم إغفال أي أحد".
لقد أثر الصراع الدائر في اليمن بشدة على المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والتحديات الصحية. إن نظام الرعاية الصحية في اليمن، الذي يعاني من أحد أعلى معدلات إنتشار الأمراض على مستوى العالم، أصبح مثقلاً بالأعباء، كما أن الفقر وظروف المعيشة القاسية تزيد من تعريض صحة ورفاهية ملايين الأشخاص للخطر.