رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية
١٠ أكتوبر ٢٠٢٤
”حان الوقت لإعطاء الأولوية للصحة النفسية في مكان العمل“
في جميع أنحاء العالم، يعاني شخص واحد من كل ثمانية أشخاص تقريباً من اضطرابات نفسية. وما من جماعة أو مجتمع بمنأى عن تلك الاضطرابات. ولا يزال الانتحار سببًا رئيسيًا للوفاة بين الشباب، وما زال الملايين من الأفراد يعانون في صمت.
ويركز اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام على إعطاء الأولوية للصحة النفسية في مكان العمل. فحاليا، يعمل 60 في المائة ممن هم فوق سن الخامسة عشرة ويقضون معظم أوقاتهم في أماكن عملهم. وهذه الأماكن هي أكثر بكثير من مجرد أماكن نؤدي فيها عملنا. فأماكن العمل الآمنة والصحية يمكن أن تعطي معنى لوجود الإنسان وتوفر له شعوراً بالانتماء والاستقرار، في حين أن بيئات العمل القمعية أو الفوضوية يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بالصحة النفسية للعاملين فيها.
ومنذ أن آذنت جائحة كوفيد-19 ببدء عصر جديد من العمل عن بُعد، بدأت الحدود بين المنزل والعمل تتلاشى بشكل متزايد، زادت معه جسامة التحديات التي تواجه الصحة النفسية للموظفين.
والعمل مهم لرفاه الإنسان؛ ولكن رفاه الإنسان مهم أيضا للعمل. وعندما يتصدى أصحاب العمل للمخاطر التي تهدد الصحة النفسية لموظفيهم، فإنهم يقوون روحهم المعنوية ويقللون من تغيبهم عن العمل ويزيدون من إقبالهم عليه ويرفعون إنتاجيتهم، مما يعزز منشآتهم ويدعم اقتصاداتنا.
ويجب أن تكون لدى الجميع، سواء في مكان العمل أو خارجه، المعرفة والموارد اللازمة لإعطاء الأولوية للصحة النفسية، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة النفسية الجيدة دون وصم أو عراقيل.
دعونا، في هذا اليوم العالمي للصحة النفسية، وفي كل يوم، نتذكر أنه لا صحة بدون صحة نفسية. دعونا نلتزم بتهيئة بيئات عمل آمنة وصحية تتيح للناس فرص الازدهار.