برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: نجاح مشروع الأسماك لفاطمة في اليمن
--
فاطمة، البالغة من العمر 26 عامًا، والمقيمة في منطقة بروم ميفع بمحافظة حضرموت في اليمن، حاصلة على درجة البكالوريوس في الرياضيات وتعمل بدوام جزئي كمعلمة. ومع ذلك، فإن العثور على عمل مستدام، خاصة في مجال الدراسة، يمثل تحديًا لفاطمة والعديد من الشباب في اليمن. حيث أنَّ عدم الإستقرار الاقتصادي والفرص المحدودة تجعل الشباب يكافحون لتوفير احتياجاتهم أو التخطيط لمستقبل مستقر.
عازمة على تغيير ظروفها، طمحت فاطمة لإكتساب مهارة توفر لها الإستقرار المالي وتمكنها من المساهمة بشكل ملموس في مجتمعها. أخذت رحلتها منعطفًا تحوليًا عندما انضمت إلى مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH)، بدعم وتمويل من الجمعية الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالشّراكة مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS).
توضح فاطمة قائلةً: "لم تقتصر المعرفة والمهارات المكتسبة عليّ وحدي بل امتدت إلى عائلتي، حيث نقلت لهم تجاربي.”
حيث تلقت فاطمة تدريبًا في تصنيع منتجات الأسماك وإجراءات الصحة والسلامة المهنية، بما في ذلك الجوانب العملية والنظرية.
تقول فاطمة: "اكتسبت رؤى حولتني من امرأة عادية إلى رائدة أعمال، تعلمت خطوات تأسيس مشروعي وكيف أصبح سيدة أعمال. من الناحية العملية، اكتسبت تقنيات إنتاج التونة والأسماك المملحة والحنيذ (طبق سمك تقليدي). وكل ذلك طبقته في مواقف حقيقية.”
عند تلقيها منحة بعد التدريب، قالت فاطمة بفرح: "لم أكن أستطيع تحمل تكلفة أي من هذه الأجهزة كالثلاجة، الفرن، الميزان، الأدوات المنزلية، مطحنة التوابل، آلة التعبئة، وأدوات الصحة والسلامة المهنية. حيث كان الحصول عليها جميعًا دفعة واحدة راحة كبيرة لي ولعائلتي.”
عندما تلقت فاطمة منحتها من خلال مشروع ، بدأت في إنتاج التونة تحت علامة تجارية أنشأتها تُسمى ”تونة الأمواج“، وأطلقت حملة تسويقية ناجحة على وسائل التواصل الإجتماعي. اكتسب المنتج شعبية كبيرة، مما أدى إلى نفاد الدفعات. أرسلت فاطمة دفعة إلى محافظة عدن لتلبية الطلب، وقدمت عينات مجانية أدت إلى زيادة كبيرة في الطلبات.
عبَّرت فاطمة عن سعادتها بالنجاح الأولي لمشروعها، قائلة: "لقد أسست اسمًا تنافسيًا في السوق، والطلب على منتجي مستمر في النمو بشكل كبير.”
ألهمها هذا النجاح للتفكير في التوسع لإنتاج أنواع أخرى مثل اللخم (السمك المجفف)، استجابة للطلب العالي في السوق الذي شهده زملاؤها الذين دخلوا في هذه المنتجات بعد التدريب.
ومع ذلك، فإن الاعتماد على سوق الأسماك هو توازن دقيق، وبعد تدريبها الذي شمل تقييم المخاطر، تعلمت فاطمة أن تبني إنتاجها على أسعار الأسماك. حيث تديرعملها فقط خلال مواسم شراء الأسماك بأسعار معقولة.
كمعلمة بدوام جزئي، توازن فاطمة بعناية بين مسؤولياتها في المدرسة وإلتزامها المتزايد بمشروعها الجديد، وتقضي الآن ساعات فراغها في العمل بجد على مشروعها، وتطبيق المعرفة التي اكتسبتها لتعزيز عملها وتوسيع تأثيرها.
لم تقتصر رحلة فاطمة على نموها الشخصي؛ فهي تنقل بنشاط المهارات التي تعلمتها إلى أفراد عائلتها، مما يؤهلهم لمساعدتها وإدارة العمل في حالة التعرض لأي تحديات مستقبلية. من خلال تفانيها، هي فقط لا تحسن حياتها بل ترفع من مستوى مجتمعها، مما يظهر كيف يمكن أن تساهم الفرص بإحداث تغيير دائم.
مزيد من المعلومات: التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن