برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: رائدات الأعمال الشابات في اليمن: التدريب المهني في العصر الرقمي
--
في اليمن، تنشأ موجة جديدة من ريادة الأعمال في العصر الرقمي، مدفوعة بتصميم وصمود الشابات. تعمل الشابات اليمنيات الرائدات على إحداث ثورة في مجال صيانة الهواتف المحمولة، ودمج الخبرة الفنية مع تطلعات الأعمال. في العصر الرقمي اليوم، تعد الهواتف المحمولة عنصرًا منزليًا، مما يجعل إصلاحها وصيانتها عملاً مربحًا.
من خلال المشاركة في برامج التدريب المبتكرة التي تعزز المهارات المهنية وريادة الأعمال، تحصل النساء اليمنيات على إمكانية الوصول إلى مصادر دخل متنوعة وفرص عمل، وتحقيق الاستقلال المالي، وفي نهاية المطاف الاستفادة من مجتمعاتهن الأوسع من خلال تحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الاستقرار والمرونة.
بتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يمهد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، مع شريك محلي، وكالة تنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، الطريق أمام الشابات اليمنيات لإنشاء أعمال مستدامة والمساهمة بشكل كبير في التعافي الاقتصادي لمجتمعاتهن. وتوضح قصص نجاحهن وتأثيرهن الإمكانات العميقة التي يوفرها تمكين الشابات في المجالات التي يهيمن عليها الرجال تقليديًا، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا وشاملاً للجميع.
تقول ابتهال، وهي متدربة من محافظة تعز، مديرية الشمايتين، عن التدريب: "من خلال التدريب على صيانة الهواتف المحمولة، اكتسبت معرفة لا تقدر بثمن وخبرة عملية. لقد زودني هذا التدريب بالثقة والمهارات اللازمة لفهم وإصلاح الأعطال الشائعة في الهواتف المحمولة. ونتيجة لذلك، لم أتقن الجوانب الفنية فحسب، بل اعتنقت أيضًا ريادة الأعمال، مما مكنني من كسب الدخل وخدمة النساء الأخريات والمساهمة في التنمية الاقتصادية لمجتمعي. لقد حسنت هذه الرحلة دخلي بشكل كبير ومكنتني من مشاركة مهاراتي ومعرفتي مع نساء أخريات، وتعزيز النمو الاقتصادي والاكتفاء الذاتي".
يدعم مشروع مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمالالمرحلة الثانية مشاركة النساء في لجان المجتمع والوصول إلى التدريب الفني للنساء والرجال من الفئات المستضعفة في المناطق الريفية. مع التركيز على النساء بشكل خاص، يدعم المشروع الوصول إلى فرص الدخل الطويلة الأجل، مما يضمن أن يصبح أفراد المجتمع قادرين على الاعتماد على أنفسهم اقتصاديًا لمعالجة أولويات أسرهم، فضلاً عن توفير الخدمات اللازمة لأفراد المجتمع.
تتحدث جودت، متدربة من محافظة لحج، مديرية تبن، عن كيف أصبحت الشابات خبيرات في مجال صيانة الهواتف المحمولة: "أصبحت النساء في اليمن رائدات في مجال صيانة الهواتف المحمولة بفضل الخبرة والمهارات. ومن خلال المشاركة في الدورات التدريبية، نجحن في التأهل لسوق العمل، مما مكنهن من تحقيق الربح".
وتشارك جودت تجربتها: "لقد زودني التدريب على المهارات المهنية والتجارية بخبرة لا تقدر بثمن، بما في ذلك بناء ثقتي بنفسي، وتعلم كيفية التعامل بشكل فعال مع العملاء، واكتساب فهم عميق للتسويق والموردين والمنافسين. لم يساعدني هذا التدريب في تلبية احتياجات مجتمعي فحسب، بل سمح لي أيضًا ببدء مشروعي الخاص، مما أدى إلى تحسين وضعي المعيشي بشكل كبير".
وتشير بسمة، وهي متدربة من محافظة لحج، مديرية تبن، إلى أهمية مشاركة المرأة في التدريب المهني.
"إن مشاركة المرأة وتعاونها أمر ضروري. فعندما تعمل النساء معًا، يمكنهن تحقيق أي شيء بكفاءة أكبر. إن تبادل المعرفة والخبرات يسهل تدفق المعلومات، ويمهد الطريق لتحقيق نجاح كبير ويكسر الحواجز".
وتشير بسمة إلى أن "التعاون هو مفتاح رائدات الأعمال، لأنه يخلق شعورًا قويًا بروح الفريق والتمكين الجماعي".
عندما يحصل الشباب على التدريب الكافي والوصول إلى الخدمات المالية لدعم سبل عيشهم من خلال المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، فإنهم يعززون ثقافة ريادة الأعمال. وهذا بدوره يعزز قابلية التوظيف ويشجع المشاركة الإنتاجية، مما يساهم بشكل كبير في تعافي المجتمعات اليمنية وقدرتها على الصمود. وبالتالي، فإن تعزيز مهارات الأعمال وريادة الأعمال لدى الشباب أمر حيوي للتنمية المستدامة. يساعد تمكين الشباب من خلال تنمية المهارات في التخفيف من التأثير المباشر للأزمات من خلال خلق سبل عيش أكثر مرونة وإرساء الأساس للتعافي والتنمية المستدامة، والمساهمة في الترابط الإنساني والسلام والتنمية في اليمن. يشير الترابط الإنساني والتنمية والسلام إلى الروابط بين الإجراءات الإنسانية والتنموية والسلام، مع التركيز على الميزة النسبية لكل منها، من أجل معالجة الأسباب الجذرية للصراع والضعف.
***
يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) إلى تمكين ١٥٣٣ من الشباب والشابات في المناطق الريفية من اكتساب المهارات المهنية والتقنية والتجارية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لتعزيز قابليتهم للتوظيف ومشاركتهم الإنتاجية في أنشطة الانتعاش الاقتصادي والمحلي. ستساهم هذه الجهود في اكتمال الجهود الجماعية الشاملة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي واستعادة سبل العيش لتحسين مستوى المعيشة والقدرة على الصمود بين اليمنيين. هذا المشروع ممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقدم المشروع منحًا وتدريبًا فنيًا على مجموعة واسعة من المهن المطلوبة في تسع محافظات و ٢٤ مديرية: أبين (أحور وخنفر)، لحج (المقطرة، القبيطة، ردفان، رأس العارة، تبن)، عدن (دار سعد)، مأرب (مأرب)، شبوة (الروضة، مرخة السفلى ورضوم)، وحضرموت (المكلا، القطن، الشحر، تريم)، المهرة (الغيضة وحصوين)، الضالع (الضالع والأزارق)، وتعز (الشمايتين وصالة وموزع والوازعية). يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) على التدريب على المهارات المهنية والتدريب على إدارة الأعمال، حيث سيعمل المشروع على بناء قدرات المستفيدين في مجالات عديد منها: تجهيز الأغذية والمنسوجات، النول اليدوي والمهارات المهنية مثل ميكانيكا السيارات والنجارة وإصلاح الهواتف المحمولة وصيانة الأجهزة المنزلية والخدمات البيطرية وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها.