برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: تحسين مهارات المهنيين الشباب في اليمن: انعاش الخدمات البيطرية في الريف
--
في اليمن, تلعب الثروة الحيوانية دوراً حاسماً في سبل كسب الرزق في الريف، حيث تسهم في توفير الموارد الأساسية للعيش والاستقرار الاقتصادي. أفاد العديد من اليمنيين أن الماشية تموت، حتى في المناطق القريبة من المدن الكبرى، بسبب انعدام الرعاية البيطرية الجيدة. هناك حاجة ماسة للخدمات البيطرية في جميع أنحاء اليمن، وخاصة في المناطق الريفية النائية.
على الرغم من ارتفاع الطلب، فإن توفير الخدمات الصحية عالية الجودة للماشية في اليمن يمثل تحديًا متزايدًا، ويرجع ذلك، إلى حد كبير، إلى الصعوبات الاقتصادية التي قيدت بشدة قدرة عدد قليل من الأطباء البيطريين الممارسين على تجهيز عياداتهم ومواكبة التدريب. يكافح العديد من الأطباء البيطريين من أجل العثور على التدريب ودفع تكاليفه، خاصة عندما يواجهون التحديات الأكثر إلحاحًا المتعلقة بدعم أسرهم.
إن الوضع الحالي في اليمن هو نتيجة لسنوات من الصراع الذي ألحق الدمار بالمؤسسات التعليمية وبرامج التدريب المهني، مما أدى إلى نقص كبير في الأطباء البيطريين المؤهلين الممارسين ومرشدي البيطرة. وقد اضطر العديد من المهنيين إلى الفرار من مناطق النزاع أو التحول إلى مهن أخرى بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة وعدم الاستقرار الاقتصادي.
بتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، شرع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن مع الشريك المحلي وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر في مبادرات لدعم الأطباء البيطريين الممارسين ومرشدي البيطرة في اليمن. وتهدف هذه الجهود إلى مساعدة الأطباء البيطريين ومرشدي البيطرة لإنعاش أعمالهم، وبالتالي تمكينهم من مواصلة تقديم الخدمات الحيوية للمجتمعات المحلية. لا يهدف هذا النهج إلى تحسين صحة الحيوان فحسب، بل يهدف أيضًا إلى الحفاظ على مصدر دخل مهم للأطباء البيطريين الممارسين ومرشدي البيطرة والمساهمة في المرونة الاقتصادية الشاملة للمجتمعات الريفية في اليمن.
يستفيد من مشروع التدريب والدعم على المهارات المهنية والتجارية، المرحلة الثانية، ١٣٣ طبيبًا بيطريًا وعاملًا في مجال الصحة الحيوانية في ١٢ مديرية – المكلا والقطن وتريم والغيضة والوازعية وموزع وصالة والشمايتين ومرخة السفلى ومأرب والمقطرة وتبن – في ست محافظات يمنية: حضرموت والمهرة وتعز وشبوة ومأرب ولحج.
يشدد مدير عام مكتب وزارة الزراعة والري بساحل حضرموت, الأستاذ عبدالله عوض العوبثاني على الحاجة الماسة للتدريب البيطري: "للتدريب أهمية كبيرة في زيادة المعرفة والوعي وإكساب المتدربين كفاءةً، ومن الأهمية أن تكون هناك دورات تكميلية تخصصية للمتدربين ورفع كفاءتهم".
يلعب الوصول إلى الخدمات البيطرية دورًا حيويًا في الاستقرار الاجتماعي والمرونة الاقتصادية للمجتمعات الريفية في اليمن من خلال تمكين أصحاب الماشية من الحفاظ على سبل عيشهم ودعم أسرهم، مما يقلل من مخاطر الصراع المحتمل والنزوح الناجم عن الصعوبات الاقتصادية. وإدراكًا لهذه الحقيقة، فإن تقديم الدعم للأطباء البيطريين الممارسين ومرشدي البيطرة في المناطق المستهدفة من خلال المنح وبرامج التدريب لا يفيد المتخصصين في مجال الصحة الحيوانية فحسب، بل أيضًا المجتمعات المحيطة بهم.
الدكتور عدنان قاسم أحمد، متدرب من محافظة مأرب، أشاد بالتدريب بقوله: "أكسبنا خبرات ومعارف جديدة في مجال الطب البيطري لم نكن نعرفها من قبل وأمراض لم نكن نعلم كيف نتعامل معها رغم انتشارها".
ذكر الدكتور سعيد عمر من محافظة حضرموت ان "شحَّة الإمكانيات هي أقوى تحدي نواجهه كبيطريين في المنطقة، فعيادتي ليست مجهزة بكافة الإمكانيات، ولا أمتلك وسيلة مواصلات توصلني إلى مربيّ الماشية لتقديم خدماتي لهم، فغالبا ما يأتون الي دون الماشيه ويصفون لي أعراض مرضها دون إمكانية فحصها".
شارك أنس عثمان احد المرشدين البيطريين من محافظة مأرب تجربته كمشارك في التدريب المهني البيطري "التدريب ممتاز جدا وأفادنا بكثير من الأمور في الجانبين النظري والعملي، وأثرتنا النزولات الميدانية التطبيقية في معرفة آليات التعامل مع كثير من الأمراض".
تعتبر الخدمات البيطرية حاسمة في سياقات البلدان الهشة لأنها توفر الفرص التعليمية وتخلق فرص العمل، مما يساعد على بناء قوة عاملة ماهرة ودعم الانتعاش الاقتصادي والقدرة على الصمود.
***
يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) إلى تمكين ١٥٣٣ من الشباب والشابات في المناطق الريفية من اكتساب المهارات المهنية والتقنية والتجارية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لتعزيز قابليتهم للتوظيف ومشاركتهم الإنتاجية في أنشطة الانتعاش الاقتصادي والمحلي. ستساهم هذه الجهود في اكتمال الجهود الجماعية الشاملة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي واستعادة سبل العيش لتحسين مستوى المعيشة والقدرة على الصمود بين اليمنيين. هذا المشروع ممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقدم المشروع منحًا وتدريبًا فنيًا على مجموعة واسعة من المهن المطلوبة في تسع محافظات و ٢٤ مديرية: أبين (أحور وخنفر)، لحج (المقطرة، القبيطة، ردفان، رأس العارة، تبن)، عدن (دار سعد)، مأرب (مأرب)، شبوة (الروضة، مرخة السفلى ورضوم)، وحضرموت (المكلا، القطن، الشحر، تريم)، المهرة (الغيضة وحصوين)، الضالع (الضالع والأزارق)، وتعز (الشمايتين وصالة وموزع والوازعية). يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) على التدريب على المهارات المهنية والتدريب على إدارة الأعمال، حيث سيعمل المشروع على بناء قدرات المستفيدين في مجالات عديد منها: تجهيز الأغذية والمنسوجات، النول اليدوي والمهارات المهنية مثل ميكانيكا السيارات والنجارة وإصلاح الهواتف المحمولة وصيانة الأجهزة المنزلية والخدمات البيطرية وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها.