المنظمة الدولية للهجرة - اليمن: رائحة النجاح مشروع يمني يمنح الأمل للنساء النازحات
--
الساحل الغربي٬ اليمن
شكل انتقال أسرة سعدية من إرتيريا إلى اليمن بداية فصل جديد في حياتها. وحينما تركت مجتمعها التي كانت تعيش فيه وراءها، انطلقت في رحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص. واجهت سعدية تغيرات عديدة عندما نزحت إلى المجتمع الجديد وهذا تطلب من سعدية وأسرتها التأقلم.
وكان اختلاف اللغة واحد اوائل العقبات التي واجهتها سعدية وأسرتها التي نزحت حديثاً. وعلى الرغم من المصاعب الأولية ومحدودية الفرص، مَثّلَ الدعم المستمر الذي قدمته أسرة سعدية لها دعماً أساسيًا في مساعدتها على الاندماج في مجتمعها الجديد.
منذ نعومة أظافرها، أظهرت سعدية عطشاً شديداً للمعرفة. ومما يميزها عن قريناتها هو شغفها نحو تعلم حرف جديدة والتعرف على أفكار مبتكرة. وقد لاحظ الناس من حولها مواهبها الفريدة، وشجعوها على بدء العمل للتعبير عن إبداعها.
ومن خلال تفاعلها مع الأطفال في الحي الذي تعيش فيه، بدأت سعدية بالتعرف عليهم عن كثب. كما مكنتها اللغة العربية التي تعلمتها في المدرسة من الاندماج مع ثقافة المجتمع اليمني. أثار التقليد اليمني المتمثل في استخدام البخور شغفها أثار، وكانت هذه نقطة البداية في رحلتها نحو إنتاج العطور والبخور.
صقل المهارات
أثناء المناقشات الأولية مع أفراد المجتمع في موقع الدناكل للنازحين، عبرت سعدية عن اهتمامها القوي بالتدريب على إنتاج البخور الذي تقدمه المنظمة الدولية للهجرة ضمن نطاق مشروع تمكين المرأة. ووقع عليها الاختيار للانضمام إلى التدريب من خلال مجموعة نقاش بؤرية بمساعدة من المحفزين المجتمعيين، وبتوجيه من فريق إدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها.
للاستجابة لحماس النساء للتدريب، قدمت المنظمة الدولية للهجرة تدريباً مهنياً لأكثر من 300 امرأة من مجتمع النازحين ومن المجتمع المستضيف. كما أتبعت المنظمة التدريب بتوزيع حقائب تطبيقية لمساعدة المتدربات في بدء مشاريعهن الخاصة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وحينما بدأت سعدية في صقل مهاراتها في صناعة البخور والعطور، حولت مشروعها إلى نشاط تجاري مزهر. وسرعان ما حظيت روائح عطورها والبخور الذي تنتجه بتقدير من مجتمعها وأصبحت مصدر إلهام للنساء الأخريات في موقع النزوح. وتسعى سعدية إلى توسيع عملها خارج اليمن، بدأت ببيع منتجاتها في جيبوتي وإرتيريا.
أشعر بالفخر والاعتزاز عندما أساعد أهلي ، خصوصًا وأن العديد من الأسر تواجه صعوبات في تأمين احتياجاتها الأساسية كالغذاء والدواء.
نجاح المشروع
بتشجيع من المحفزين المجتمعيين، أظهرت المشاركات في التدريب التزاماً قوياً بالتدريب وشاركن بحماس في التفاعلات اليومية خلال التدريب. عبرت هالة التي تعمل كمساعدة ميدانية لدى المنظمة الدولية للهجرة عن انبهارها بالإقدام والاحترافية التي أظهرتها النساء اللاتي ينتجن البخور والعطور.
تحافظ النساء على مستوى مدهش من الاستدامة في انتاجهن ويوفرن دخل مستمر لأسرهن.
سرعان ما تسبب الصراع في اليمن في خلق تحديات متمثلة في عدم توفر المواد اللازمة لاستمرار نشاط سعدية. وبدعم من زوجها رفضت الاستسلام للوضع ووجدت طريقة لجلب تلك المواد من جيبوتي مع القادمين منها إلى اليمن.
ومعَ مضي الوقت بدأ مشروعها بالازدهار.
وبفضل التدريب، لم تنحصر جهود سعدية في تقديم العون لأسرتها، بل شكلت مصدر إلهام للنساء الأخريات. وفي حين كان على الرجال تحمل أعباء العمل الشاق لمساعدة أسرهم، جلب تفاني سعدية وعملها الجاد الاستقرار المالي لأسرتها.
ساهم إنتاج العطور والبخور في فتح الأبواب لأسرتي بعد أعوام من مواجهة الصعوبات المالية.
FOOTNOTES
مشاريع تمكين المرأة في اليمن ممولة من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، ومكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضمن إطار عمليات إدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها التي تقوم بها المنظمة الدولية للهجرة في اليمن.