يونيسف اليمن : سد الفجوة وتمكين العاملات في مجال الرعاية الصحية بمحافظة لحج - اليمن
لم تنفك اليونيسف عن تعزيز خدمات الصحة المجتمعية عبر تمكين 50 من العاملات في مجال الصحة المجتمعية بمحافظة لحج
فيما يظل النظام الصحي في اليمن على حافة الانهيار، لم تنفك اليونيسف عن تعزيز خدمات الصحة المجتمعية عبر تمكين 50 من العاملات في مجال الصحة المجتمعية بمحافظة لحج. ومن خلال سلسلة من الدورات التدريبية باتت العاملات الصحيات المجتمعيات الآن مسلحات بالمعارف والمهارات اللازمة لعلاج أمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات ونشر التثقيف الصحي، والوقاية من فيروس كورونا، بالإضافة إلى رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة حتى صرن بمثابة نقطة الاتصال الأولية للأشخاص الذين يبحثون عن خدمات طبية روتينية ورعاية وقائية.
تقول لمياء علي محمد القباطي، 28 عاماً – وهي مساعدة طبيب أسنان شاركت في البرنامج التدريبي: "التحقت بالدورات التدريبة كي يتسنى لي تقديم الخدمات للمجتمع. فالكثير من السكان، سيما أولئك الذين يأتون من القرى النائية، يكابدون المشاق من أجل الوصول إلى المركز الصحي بسبب صعوبة التضاريس وتردي وضعهم الاقتصادي".
بعد إكمال برنامج التدريب، يتم نشر العاملات الصحيات للقيام بحملات توعوية تستهدف تغيير المواقف وحالة التردد بشأن اللقاحات والمعلومات المغلوطة لتعزيز الوقاية من الأمراض المعدية وضمان الترصد المناسب لها.
تضيف لمياء: "رغم أننا نواجه في بعض الأحيان رفضاً من البعض في المجتمع، إلا أن التزامنا بنشر الوعي والرعاية المجانية قد أثمر نتائج إيجابية...أرى أن مستوى الوعي في تزايد مستمر، وهذا جلي من خلال أعداد السكان الذي باتوا حريصين على أخذ اللقاحات، كما أنني ملتزمة في نفس الوقت بتشارك معارفي الجديدة مع أفراد مجتمعي".
بدورها توضح ابتسام أحمد المصلي،38 عاماً، وتعمل مديرة إدارة التثقيف والإعلام الصحي ومدربة في برنامج العاملات الصحيات المجتمعيات بالقول: إن المتدربات هن أصلاً عاملات صحيات من مختلف مديريات محافظة لحج وأن وباء كوفيد-19 هو المكون الأساسي في مناهج التدريب الشامل. فعندما تفشى هذا الوباء، أصيب العالم كله بالذعر والخوف وسادت حالة من عدم اليقين. إلا أن تطوير ونشر اللقاحات جلب شعوراً بالطمأنينة، بالإضافة إلى الوعي والمعرفة بالتدابير الوقائية".
وأضافت: "سيكون للتدريب بلا شك أثر إيجابي على المجتمع برمته".
بالإضافة إلى الوقاية من العدوى ومكافحتها وتقديم رعاية صحية عالية الجودة، غطى برنامج التدريب الشامل أيضاً مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك معالجة سوء التغذية المتوطن بين النساء اليمنيات، ومخاوف الصحة الإنجابية، والتوعية العامة واستراتيجيات حشد المجتمع وممارسات النظافة ومحاضرات متعمقة حول التحصين.
وإلى جانب خدمات التوعية المجتمعية التي تضطلع بها العاملات الصحيات المدربات، تُسهم مبادرة اليونيسف أيضاً في تعزيز خدمات الرعاية في المرافق الصحية والتي تأتي في وقت يحتاج فيه 17.8 مليون شخص إلى مساعدة صحية حيث أن نصف المرافق الصحية في البلد فقط تعمل بشكل كامل أو جزئي، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
أكرم عوض العمودي، نجار من الحوطة يبلغ من العمر 49 عاماً، وهو مريض دائم التردد على مستشفى ابن خلدون في لحج وقد جاء يبحث عن علاج لتضخم القلب في هذه المنشأة الطبية.
يتحدث العمودي ويقول: "الكادر الطبي هنا ممتاز والنظافة مبهرة. وقد حصلت على لقاح كوفيد-19 لحماية نفسي في بداية الجائحة"، مضيفاً أن العلاج مصحوب بالخدمات التوعوية المتعلقة بالوقاية من كوفيد-19، كما أن دور التطعيم والنظافة الشخصية حاسم على نحوٍ خاص.
أستفاد الكثير من السكان في المنطقة من حزمة الحد الأدنى من الخدمات التي تقدمها اليونيسف لمراكز الرعاية الصحية الأولية، من خلال دورها المتمثل في تحسين سلسلة الإمدادات الطبية ودعم طواقم الخدمات الإيصالية والإشراف التكاملي.
من بين المترددين على مستشفى ابن خلدون أيضاً محمود أحمد إبراهيم، والذي يرافق شقيقه عايش الذي يتلقى العلاج لأمراض القلب والسوائل الصدرية في المستشفى منذ مدة.
يقول محمود: "جئت مع أخي عايش لأنه يعاني من ضيق في التنفس. فهذا المستشفى يقدم العديد من الخدمات بينها الفحوصات والمعاينة والتطبيب.
وكان محمود قد زار المستشفى سابقاً أثناء تفشي جائحة كوفيد-19. حيث حصل على اللقاح واكتسب الوعي المطلوب بخطورة الأوبئة وأهمية النظافة في الوقاية من فيروس كورونا وغيره من الأمراض الفتاكة.
وأضاف محمود: "وباء كوفيد-19 فتاك وقاتل إذا لم يتم الوقاية منه، وقد أدركنا أهمية التطعيم على الرغم من أن منطقتنا لا تعاني من إصابات كثيرة. فقد دأب عاملو الصحة المجتمعية على تثقيفنا بأهمية النظافة وضرورة أخذ اللقاح.
وفي مسعىً منها لضمان استمرارية خدمات الرعاية الصحية المجتمعية، تواصل اليونيسف - بتمويل من الشؤون العالمية الكندية - جهود تمكين عاملات الصحة المجتمعية وتتعاون مع الشركاء لمواجهة تحديات الرعاية الصحية في اليمن. فهذه المبادرة لا تسعى إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الحيوية فحسب، بل تعمل أيضًا على تمكين المجتمعات من الاضطلاع بمسؤولية ضمان رفاهيتهم وبناء مستقبل مفعم بالصحة.