المنظمة الدولية للهجرة - اليمن: إنارة الطريق (أثر الطاقة الشمسية على مجتمعات النازحين في اليمن)
الخوخة، اليمن
يُقال أنه لا يوجد مكان مثل المنزل. بالنسبة لمعظم الناس، المنزل هو المكان الذي تشعر فيه بالأمن والأمان والراحة. منذ سنوات، كان كل ما تحلم به زهرة هو أن تنعم بالدفء في مسكنها المتواضع، محاطةً بأحفادها المحببين إلى قلبها. لم تكن تعلم أنها ستقضي سنوات عمرها الأخيرة في أحد مواقع النزوح.
تقول زهرة بقلب حزين: "عندما تصاعدت الاشتباكات، اضطر الناس إلى الفرار، تاركين وراءهم كل ممتلكاتهم العزيزة على قلوبهم."
بحثاً عن السلامة، انتقلت زهرة وأسرتها إلى موقع الدهيوي للنزوح في الخوخة بالحديدة، غرب اليمن. ومع ذلك، كمواقع النزوح الأخرى، كان موقع الدهيوي يفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية.
في الليل، كانت المنطقة تغرق في الظلام، مما أثار مخاوف لدى الأسر التي كانت تتردد في السماح لأطفالها بالخروج. وبدون الكهرباء، كان من الصعب على الأسر القيام بأنشطتها اليومية داخل مآويها.
الظلام في النزوح
وصل نقص الطاقة في اليمن إلى مستويات غير مسبوقة، وهو الوضع الذي تفاقم بسبب الصراع ومحدودية الوصول إلى موارد الطاقة مثل الوقود والديزل. وقد ألقى هذا الظلام بثقله على حياة النازحين الذين يعتمدون فقط على الفوانيس أو المصابيح اليدوية للتنقل ليلاً.
أدى الافتقار إلى الكهرباء في موقع النزوح في الدهيوي إلى تعريض الفئات الضعيفة للغاية، مثل كبار السن والأطفال والأفراد ذوي الإعاقة، لأشكال مختلفة من الأذى وغيرها من الحوادث.
تقول زهرة: "لا أستطيع الرؤية إلا بعين واحدة، لذا لا أستطيع التنقل جيداً في الليل. فقد سقطت عدة مرات أثناء محاولتي الانتقال من مكان إلى آخر."
واضطر الأطفال وكبار السن، مثل زهرة، إلى الاعتماد على أقاربهم البالغين لمرافقتهم للوصول إلى المراحيض أو التنقل عبر مواقع النزوح ليلاً، وهي مهمة لا تمنحهم الاستقلال والحرية التي يحتاجون إليها.
أزمة طاقة
وبمكان ليس بعيداً عن زهرة وعائلتها، يعيش زيد مع زوجته سعيدة وأطفالهما الأربعة، وهم أسرة تصارع أيضاً الظلام الدامس.
ويحكي زيد: "منذ بداية الصراع، بدت مآوينا من الداخل والخارج متشابهة. كان كل شيء يكتنفه الظلام في الليل. كُنَّا نعتمد على الفوانيس والمصابيح اليدوية التقليدية التي تعمل بالبطاريات الاستهلاكية، لكنها لم تكن تفي بالغرض."
تشكل ندرة الطاقة تحدياً خطيراً في مواقع النزوح في الخوخة التي تأوي العديد من الأسر النازحة. ولتلبية الحاجة الملحة للطاقة في مواقع النزوح في الخوخة، وخاصة الدهيوي والشيهل، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتوفير أكثر من 1,172 نظاماً للطاقة الشمسية للحفاظ على سلامة وكرامة أفراد المجتمع هناك.
تحول أحدثته الطاقة الشمسية
وبتوجيه من فريق إدارة المخيمات التابع للمنظمة الدولية للهجرة، قامت لجان الصيانة بدور مهم في دعم الأسر التي تعيش في المواقع من خلال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، والتي تشمل بطارية ولوح شمسي ومحول كهربائي. بالإضافة إلى ذلك، أجرت فرق المنظمة الدولية للهجرة جلسات توعية لمساعدة الأسر النازحة، مثل أسرة زيد، على تعلم كيفية استخدام وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية بشكل صحيح.
وكان لإدخال هذه الأنظمة الشمسية الجديدة تأثير عميق على حياة الأسر، مما أدى إلى تحسن كبير في قدرتها على التنقل خلال الليل.
يقول أيمن سلطان، مساعد ميداني في المنظمة الدولية للهجرة في الخوخة: "يعمل معظم الرجال هنا كصيادين، وكثيراً ما يمضون أياماً في البحر بعيداً عن أسرهم. كانت أحد مخاوفهم الرئيسية أثناء غيابهم هو عدم قدرتهم على البقاء على اتصال مع أسرهم. والآن، مع أنظمة الطاقة الشمسية، تم حل المشكلة حيث أصبحت إعادة شحن الهواتف ممكنة."
ليالٍ مريحة
وأفادت النساء أيضاً بإحساسهن بالأمان، حيث تتيح الإضاءة الشمسية لهن رؤية المناطق المحيطة بمآويهن والحماية من الحيوانات والحشرات.
"قبل توزيع أنظمة الطاقة الشمسية، كانت معظم الأسر تمتلك مصباحاً يدوياً واحداً، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجاتهم،" يقول على الله بشارة، أحد المحشدين المجتمعيين في موقع الدهيوي.
وأضاف: "عندما كانت النساء بحاجة إلى إعداد الطعام، كان عليهن اصطحاب أطفالهن إلى المطبخ، مما يعرضهم لاحتمال الإصابة بحروق. لقد تحسن الوضع بشكل كبير الآن حيث أصبحت أنظمة الطاقة الشمسية قادرة على توفير إضاءة كافية للمآوي والمطابخ والمراحيض والساحات وغيرها."
ويوضح على الله أنه نظراً للطقس الحار في الخوخة، فقد عانى النازحون من عدم الراحة طوال معظم أيام العام. وكثيراً ما يلجأ الناس إلى رش المياه حول مآويهم وعلى الأرض للتخفيف من درجات الحرارة، إلا أن النوم في مثل هذه الظروف ظل أمراً شاقاً. ولكن تركيب أنظمة الطاقة الشمسية أدى إلى تغيير هذه الظروف، وسمح للناس بتبريد مآويهم باستخدام المراوح.
وتبين سعيدة: "الآن، حتى بعد حلول الظلام، أصبحنا قادرين على الاستمرار في حياتنا كالمعتاد. لم نعد نقلق بشأن طبخ العشاء أو إعداد الطعام لأطفالنا."
"يمتد الضوء إلى مناطق خارج المأوى، مما يمنحنا شعوراً بالأمان لزيارة أقاربنا الذين يعيشون في المآوي المجاورة. يمكن لأطفالنا الآن أن يناموا نوماً هانئاً، ويشعرون بالأمان في ظل تبدد الظلام."
ومن خلال هذا المشروع، تمكنت المنظمة الدولية للهجرة من تنفيذ العديد من المشاريع المستدامة في مواقع النزوح في جميع أنحاء مديرية الخوخة، بهدف تحسين الظروف المعيشية العامة للنازحين في المنطقة. وتظل المنظمة الدولية للهجرة ملتزمةً في تنفيذ حلول مستدامة، مما يضمن حصول الناس على مصادر الإضاءة الصديقة للبيئة.