يونيسف اليمن : صناع التغيير الصغار يعززون جهود التطعيم في اليمن
يسهم المتطوعون الصغار في مكافحة تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات
تتحدث لين مستذكرةً ما كانت تشعر به عندما يحين وقت التطعيم: "في البداية، كنت أخاف من الحقن...لكني أرى الأطفال الذين يمرضون بسبب عدم حصولهم على التطعيم مثل الحصبة التي تصيب الأطفال بالحمى والطفح الجلدي الأحمر".
رغم أن لين طفلة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات ، لكنها تعرفت على المنافع الكامنة للتحصين الروتيني المنقذة للحياة من خلال كتيب يشرح بالتفصيل فوائد اللقاحات. تشعر لين بحماس شديد وتقوم بإستغلال وقت فراغها في التنقل من منزل إلى منزل وبصحبة متطوعة راشدة في الحي الذي تقطنه بعدن، جنوبي اليمن، لرفع وعي الاهالي عن أهمية اللقاحات في انقاذ حياه الاطفال من الامراض وحثهم على تطعيم اطفالهم.
تمضي لين بالقول: "عرفت أهمية التطعيم، لذلك أردت مساعدة جيراني وحمايه اطفالهم من الامراض".
اشتركت لين في مبادرة الطفل الكفيل" التي أطلقتها اليونيسف منذ ثلاثة أشهر لتنضم إلى أكثر من 1,000 طفل ويافع تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً ممن ساعدوا في الوصول إلى أكثر من 33,000 طفل في المحافظات الجنوبية تم تطعيمهم من خلال خدمات التطعيم الروتينية في المراكز الصحية على مدار العامين الماضيين.
يتلقى الأطفال المسجلون في المبادره تدريباً مناسباً يمكّنهم من التحدث مع الاهالي و مقدمي الرعاية حول اللقاحات وأفضل السبل لتشارك المعلومات الدقيقة والصحيحة بخصوص الجرعات. ويرافقهم في زياراتهم متطوعون مجتمعين راشدين من نفس الاحياء مكلفين بدعمهم بالتوعية المجتمعية - عادةً من العاملات الصحيات أو القابلات المجتمعيات - اللاتي يقدمن الدعم والإرشاد الإضافي بينما يتولى المتطوعون التحدث مباشرةً إلى أفراد المجتمع.
تتذكر لين الزيارة التي قامت بها إلى سمية، والتي لم يحصل أطفالها الثلاثة الصغار على أي لقاحات. كانت لين في شقة سمية برفقة إحدى المتطوعات المكلفات بالتوعية المجتمعية، حيث قمن معاً بتذكير الأم بأهمية اللقاحات وزوداها أيضاً بجدول مواعيد جرعات التطعيم بالوحده الصحيه القريبة منها.
تشرح لين الحوار الذي دار مع سمية تقول:"لكي اتمكن من إقناعها قلت لها: انظري إلي كم أنا بصحة جيدة وقوية! "أستطيع أن أذهب إلى المدرسة، وذلك لأنني تلقيت جميع اللقاحات اللازمة".
بدورها، تقول سمية أن الزيارة أحدثت فرقاً بالتأكيد بالنسبة لعائلتها. وخصوصأ اطفالها ولها.
تتحدث سمية قائلة: "لم أقم بتطعيم أطفالي قط من قبل ... لكن لين زارتنا وأوضحت لنا أنه لو كان أطفالي حصلوا على لقاح الحصبة، لربما لم تكن أعراض الحصبة لديهم بهذه الخطورة. وتقول "على إثر تلك الزيارة تولد لي الدافع والحافز للذهاب إلى المرفق الصحية وتطعيم أطفالي"، مضيفةً أنها قررت أيضاً الحصول على لقاح الكزاز لنفسها.
الاتجاه المقلق
تعد الحصبة والحصبة الألمانية من الأمراض شديدة العدوى، وهي من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال والإعاقات الخلقية، مع العلم أنه بالإمكان الوقاية من كليهما من خلال التطعيم. بحلول أواخر نوفمبر 2023، تم الإبلاغ عن ما مجموعه 50,795 حالة يشتبه إصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية في اليمن، بينها أكثر من 560 حالة وفاة مرتبطة بها - وهي زيادة حادة قياساً بما مجموعه 27,000 حالة مشتبه بها و220 حالة وفاة مسجلة لعام 2022 بأكمله وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
يأتي هذا الارتفاع في الحالات على خلفية ما يقرب من تسع سنوات من النزاع والذي تسبب في انهيار اقتصادي واتساع رقعة الفقر وتفاقم مشكلة النزوح الجماعي وانهيار النظم الاجتماعية والصحية. نصف المرافق الصحية في اليمن فقط تعمل بكامل طاقتها، كما أن المرافق العاملة تلك تعاني من اكتظاظ شديد. نتيجةً لذلك، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ربع الأطفال دون العام لم يتلقوا الجرعة الكاملة من لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية.
إن التزام لين بتطعيم الأطفال يتجاوز مجرد الزيارات من منزل إلى منزل - فقد رافقت أيضاً سمية وأطفالها إلى المنشأة الصحية القريبة عندما تلقت الأسرة الجرعات الأولى من اللقاح، وهوما جعل الأطفال يشعرون بطمأنينة خصوصا بعد تلقي اللقاح. ساعدت لين حتى الآن أكثر من 150 طفلاً في الحصول على اللقاحات المنقذة للحياة.
تشرح لين قائلةً: "أنا سعيدة حقاً لأن سمية وأطفالها تلقوا اللقاحات بعد زيارتي لهم للمنزل. دوري مهم لأنني أتحدث مع الوالدين مباشرة وأخبرهم كيف أن التطعيم يمكن للتطعيم أن يحمي أطفالهم."