بيان صحفي

منظمة الأغذية والزراعة -اليمن: اليمن تحتفي بيوم الأغذية العالمي مطالبةً بزيادة الاستثمار في مجال إدارة الموارد المائية لتحقيق نُظم غذائية وزراعية مستدامة

١٦ أكتوبر ٢٠٢٣

لحج، اليمن

انضمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في اليمن اليوم لوزارة الزراعة والري والثروة السمكية  للاحتفاء باليوم العالمي للغذاء في فعالية أقيمت في لحج.

وسبقت الفعالية التي أقيمت اليوم احتفالات أخرى بيوم الأغذية العالمي في صنعاء وعدن وذمار والمكلا في الأيام القليلة الماضية. وحضر جميع الفعاليات مزارعون ورعاة الماشية ومزارعون ومربو النحل وصيادون ومسؤولون حكوميون وطلاب وموظفو منظمة الفاو في اليمن.

وفي مستعرض الفعالية، قال ممثل الفاو في اليمن الدكتور حسين جادين إن موضوع هذا العام: "الماء هو الحياة، الماء هو الغذاء"، وشعار "أن لا يتخلف أحد عن الركب" هو تأكيد على الارتباط المباشر بين المياه وسُبل كسب العيش. وأضاف الدكتور جادين أنه في حين أن بعض المجتمعات التي تتمتع بوفرة من المياه تعتبر هذا الارتباط بين هذين الأمرين من المسلمات، إلا إن هذا ليس هو الحال في اليمن التي تُعاني من شحة المياه.

وأضاف الدكتور جادين: "نغتنم هذه الفرصة لتسليط الضوء على استمرار تضييق خناق نقص المياه على العديد من اليمنيين، مما يثبط تطلعاتهم المتمثلة في تحقيق إنتاج أفضل وبيئة أفضل وتغذية أفضل وحياة أفضل. ولمعالجة هذه المشكلة، نحتاج إلى المزيد من الاستثمار في مجال التقنيات التي تزيد من إنتاجية وقدرة الزراعة المطرية والمروية على الصمود، فضلاً عن العمل الفني لدعم سياسات المياه السليمة والاستثمارات في البنية التحتية والبحوث".

وأردف الدكتور جادين أن منظمة الفاو في اليمن تعمل مع السلطات لتعزيز إطار السياسات والإطار التنظيمي، على سبيل المثال، تحديد اتجاهات سياسات قوية بالإضافة إلى التفاعل بين العلوم والسياسات فيما يتعلق باستخدام المياه.

كانت جميع الأماكن التي أقيمت فيها أنشطة هذا العام كخلايا النحل مليئة بالأنشطة حيث عرض المزارعون ورعاة الماشية والرعاة المزارعون ومربو النحل والصيادون بفخر منتجاتهم ومعداتهم. وتمثل المنتجات المعروضة مجموعة واسعة من التدخلات في حالات الطوارئ والقدرة على الصمود والتنمية التي تنفذها المنظمة في اليمن. وقد أصبحت هذه التدخلات ممكنة بفضل الدعم السخي الذي يقدمه مختلف شركاء التنمية.

تخلل فعالية لحج مزيج من العروض العامة وبطولة كرة قدم مُصغرة شاركت فيها فرق مكونة من مشاركين في المشاريع التي تنفذها منظمة الفاو. وأستغلت جميع الفعاليات التي أقيمت بمناسبة يوم الأغذية العالمي لهذا العام لتسليط الضوء على تأثير شحة المياه في اليمن وعرض بعض الحلول التي أثبتت نجاحها في البلاد.

تطال تداعيات نقص المياه المجتمع اليمني بأكمله، مما يُضعف من القدرة على صيانة وتطوير أنظمة الأغذية الزراعية المستدامة، ويُهدد الغذاء والأمن التغذوي. وتتسبب شحة المياه في انتشار الأمراض البكتيرية بالإضافة إلى إثارة الصراعات على الموارد.

يُشكل الإنتاج الزراعي 90 بالمائة من عمليات سحب المياه في اليمن مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 70 في المئة. ويُشكل القات - وهو منبه خفيف يمضغه بانتظام حوالي 70 في المائة من الرجال اليمنيين - حوالي 30 بالمئة من عمليات سحب المياه الضخمة هذه. ويرفع إنتاج القات من استهلاك المياه الجوفية إلى معدلات غير مستدامة، ويفرز عدة مشاكل صحية واجتماعية، ويثبط إنتاج المنتجات المصدرة والمنتجات الغذائية الأساسية.

وقد عززت منظمة الفاو التطوير المؤسسي من خلال تثقيف وتدريب المزارعين عبر إنشاء جمعيات مستخدمي المياه لحل النزاعات حول موارد المياه واستخدام الموارد المتاحة بكفاءة. وتُشارك المرأة بنشاط في إدارة موارد المياه على المستوى المحلي.

وفي اليمن، تدعم منظمة الفاو الإدارة المتكاملة للموارد المائية في استراتيجيات وسياسات التنمية المستدامة الوطنية وخطط الاستثمار المشتركة بين القطاعات. وهذا يضمن أن اليمن يلبي الحاجة المتزايدة لإنتاج الغذاء والحصول العادل على الغذاء. كما تعمل هذه التدابير على الحد من التدهور البيئي وآثار التغير المناخي وعكسها.

نفذت منظمة الفاو مرحلة تجريبية لمشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية في حوض صنعاء حيث انخفض استخدام المياه في الأراضي المروية بنسبة 19 في المائة، بانخفاض من 72.6 متر مكعب للهكتار سنوياً إلى 58.56 متر مكعب للهكتار سنوياً. وقد تحقق ذلك بفضل إدخال معدات الري الحديثة، وشبكات الأنابيب، والزراعة المحمية (البيوت المحمية)، وإعادة تغذية طبقات المياه الجوفية، وزراعة محاصيل الأشجار المعمرة (اللوز والخوخ)، واستخدام البنية التحتية المُعاد تأهيلها لحصاد المياه. وتمت زراعة ما يقرب من 150,000 شتلة لوز عبر التدخلات التي نفذتها منظمة الفاو في حوض صنعاء. ويجدر بالذكر أن زراعة اللوز تُقلل الشهية لزراعة القات.

وبعد هذا النجاح، نفذت منظمة الفاو - بتمويل من مختلف شركاء التنمية - مشروع في وادي الحجر حيث يتم تعزيز إدارة مستجمعات المياه في المجتمعات المحلية وتعزيز الزراعة الايكولوجية والتصالحية، على سبيل المثال زراعة القمح. وعلى نحو مماثل، في وادي حضرموت، ساعدت منظمة الفاو في التخفيف من الصراعات على المياه من خلال إشراك النساء كوسيطات لحل الصراعات، وأدخلت محاصيل تتحمل الجفاف كتدبير للتخفيف من آثار تغير المناخ. ونفس الأمر حدث في أبين وذمار وحضرموت حيث يتم تنفيذ مشاريع تعزيز إدارة المياه والأمن الغذائي والمصالحة في المجتمعات المتضررة من الصراع.

 

 

 

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة