البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة - اليمن: تأهيل الطرق في اليمن: دعمٌ للمزارعين وزيادةٌ في الأمن الغذائي
-
يعتمد إنتاج المزارعين على سهولة الحصول على الامدادات والآلات الزراعية ونقلها، فضلاً عن الانتقال الآمن واليسير إلى الأسواق لبيع منتجاتهم الزراعية. ولسوء الحظ، فإن ثماني سنوات من الصراع الذي طال أمده في اليمن حَرمت العديد من المزارعين من سهولة الوصول إلى احتياجاتهم، مما أدى إلى معاناة الملايين من اليمنيين من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
إن عقبات الإنتاج والتحديات التي تواجه المزارعين - إلى جانب الآثار المدمرة لتغير المناخ والاعتماد الكبير على الواردات الغذائية - تعني أن اليمن أصبح الآن أحد أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم. وقد تفاقم الوضع بسبب عدم وجود طرق معبدة في جميع أنحاء البلاد وصعوبة وصول المزارعين الريفيين إلى الأسواق.
ويعيش حوالي 30 ألف شخص على طول طريق عليافة الجبلي الذي يمر عبر ناحية المذاحج في تعز. الطريق غير ممهد مما أدى إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها السكان المحليون، ما أدى إلى حرمانهم من الوصول إلى كل شيء، من التعليم إلى الرعاية الصحية - حتى الغذاء أصبح باهظ الثمن ومن الصعب الحصول عليه.
بدء السكان المحليون في البحث عن حلول.
لقد وجدوا حلولاً في تقاسم التكاليف الباهظة لاستئجار سيارات رباعية الدفع مناسبة للطرق الوعرة بحيث يمكنها اجتياز الطرق الصعبة بين القرى. كان ذلك حلٌ مؤقت لما كان من الصعب على الكثيرين تحقيقه - حتى خلال موسم الأمطار عندما كان التنقل صعباً للغاية، إن لم يكن مستحيلاً. فأصبح من الممكن توصيل الغذاء والإمدادات إلى المجتمعات الريفية. ولكن لا يزال من الصعب على المزارعين جلب المعدات الزراعية التي هم في أمس الحاجة إليها، ولا زال الكثير منهم يعاني لنقل وبيع ما زرعوه.
ويوضح أحد سكان الريف المحليين، سعيد شرف، أن "هذا الطريق يستخدمه جميع من في القرى المجاورة، وكنا جميعاً نعاني". ويتابع قائلاً: “أجبر ارتفاع تكلفة نقل المواد الغذائية الناس على تقاسم تكلفة استئجار سيارة رباعية الدفع لتوصيل البضائع. وأولئك الذين نفد طعامهم قبل موعد التسوّق التالي، سيتعين عليهم الذهاب في رحلة تستغرق ساعتين للوصول إلى أقرب سوق.
المشاركة المجتمعية في بناء الطريق
للمساعدة في حل هذه المشكلات، تعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومشروع الأشغال العامة معًا ضمن مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن (FSRRP) لتمهيد طريق عليافة على أمل المساعدة في تعزيز الأمن الغذائي في القرى الصغيرة المحيطة به. يتيح المشروع لكل من سكان الريف والمزارعين سهولة الانتقال وحرية الحركة - مما يسمح لهم بالذهاب إلى السوق، ونقل بضائعهم، وإرسال أطفالهم إلى المدرسة، والحصول على فرص لكسب الدخل لرعاية أسرهم بشكل أفضل.
واستجابة لأولويات المجتمع، تم رصف ثلاثة أجزاء صعبة للغاية من طريق عليافة. "لقد أحدث رصف الطريق الصعب للغاية البالغ طوله 510 أمتار، من الطريق الذي يبلغ طوله أربعة كيلومترات، فرقًا كبيرًا."
يوضح المهندس صلاح سيف، مسؤول المشروع، "لقد ساعد التدخل ربط جميع الأجزاء المرصوفة في طريق رئيسي واحد تتفرع منه طرق أصغر."
قام المشروع بتوظيف السكان المحليين من خلال برنامج النقد مقابل العمل الذي يسمح للناس بكسب أجور يومية، بالإضافة إلى تعلم مهارات جديدة يمكنهم نقلها إلى سوق العمل في المستقبل أيضًا.
ويضيف المهندس صلاح: "اكتسب 130 رجلاً وخمس نساء من المجتمع المحلي مهارات وخبرات جديدة من خلال المشاركة في مشروع رصف الطرق".
واقع جديد
تغير الكثير بالنسبة لـ 17 قرية على طول طريق عليافة بعد انتهاء العمل منه.
ويؤكد سعيد سلام، منسق لجنة التنمية في ناحية المذاحج، تأثير الطريق الجديد المعبّد على المزارعين ايجاباً.
ويشير إلى أن "يمكن لمزارعينا المحليين الآن استئجار آلات حراثة حديثة، والوصول بسهولة إلى البذور والأسمدة، ونقل محاصيلهم لبيعها في الأسواق المحلية". سيكون للطريق تأثير هائل على مزارعي القرى وقدرتهم على إنتاج محاصيل أكبر بالإضافة إلى نقل منتجاتهم إلى السوق، مما يحسن الأمن الغذائي في المنطقة.
ويواصل موضحًا أن "فوائد هذا المشروع تجاوزت مجرد منح المزارعين إمكانية الوصول إلى الأسواق المحلية؛ لقد أعاد تنشيط القطاع الزراعي وساهم في تعزيز الأمن الغذائي في المجتمعات."
بالإضافة إلى ذلك، بدلاً من سلوك الطرق الطويلة والوعرة، يمكن للناس الآن القيادة بأمان على طريق عليافة، مما يوفر لهم الوقت والمال. فبدلاً من استئجار سيارة رباعية الدفع، أو قضاء ثلاث إلى أربع ساعات للوصول إلى وسط المدينة، أصبح بإمكان الناس الآن الوصول إليها في أقل من 20 دقيقة. كما أن الحصول على الخدمات الأساسية بات أسهل وأرخص، ما يعني توفير الأموال التي من الممكن إنفاقها على تحسين الأمن الغذائي للأسر.
يُضيف المهندس سعيد سّلام: "لقد أحدث الطريق الجديد تأثيرًا كبيرًا في المجتمعات المحلية". وتمتد الفوائد "من نقل المواد الغذائية والسلع إلى منح الناس إمكانية الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية".
ويوضح: "يُنظر إلى المشروع على أنه أحد أهم المشاريع التي تم تنفيذها في المنطقة لأنه أحدث تحولًا حقيقيًا في حياة الناس".
***
بتمويل من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن (FSRRP) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ويعمل الجزء الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، البالغ قيمته 64 مليون دولار أمريكي، على تحسين البنية التحتية للإنتاج الزراعي وتعزيز القدرة على التكيّف مع تغيّرات المناخ بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة.