من حافة الموت الى الشفاء التام
أنظمة الرعاية الطارئة الفعالة تنقذ العديد من أرواح اليمنيين الأكثر ضعفاً
الحسينية - محافظة الحديدة، اليمن
يعانى حسن البالغ من العمر 16 شهراً من سوء التغذية منذ أسابيع بسبب ندرة الغذاء والظروف المعيشية المعدمة التي تركت والديه غير قادرين على تحمل تكاليف الرعاية الطبية، ناهيك عن توفير الطعام للأسرة كل يوم.
عندما ساءت حالة حسن معرضة حياته للخطر، ذهبت عائلته به إلى أقرب مركز للتغذية العلاجية في بيت الفقيه، على بعد حوالي 20 كيلومتراً من قريتهم. يتم دعم هذا المركز من قبل منظمة الصحة العالمية، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، مجهزاً لتوفير رعاية صحية وتغذوية مجانية ومتخصصة.
"كان حسن في حالة حرجة عندما وصل إلى المركز"، قال الدكتور جمال المقطري، الطبيب المشرف في مركز بيت الفقيه الطبي. "كان يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم المصاحب بضاعفات طبية، بما في ذلك عدوى الجهاز التنفسي الحاد. وبفضل الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية، تمكنا من توفير العلاج اللازم لحسن، إضافة الى توفير تكاليف نقل الأسرة من وإلى المركز ".
كان يظن والدا حسن أنهما سيفقدانه بسبب الجوع. ولكن في غضون 10 أيام من وصوله إلى مركز التغذية العلاجية، استعاد حسن صحته بشكل ملحوظ. ومنذ ذلك الحين، تعافى حسن تماماً من سوء التغذية وعاد إلى المنزل. و بفضل برنامج التغذية العلاجية للمرضى الخارجيين استطعنا توفير متابعة طبية منتظمة لحسن، مما طمأن والديه وأدخل الفرحة في قلبيهما..
قال خالد البكري مدير مركز بيت الفقيه:
" تملؤنا البهجة عندما يبدأ المريض في التعافي، خاصة أولئك الذين كانوا يعانون من حالات مميته. وبفضل جهود منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، أتيحت الخدمات الصحية الأساسية للأشخاص الأكثر ضعفاً، وآمل أن يستمر هذا الدعم الحيوي".
تم إحضار بلقيس البالغة من العمر ثلاث سنوات إلى مركز تغذية علاجية آخر تدعمه منظمة الصحة العالمية في مستشفى كمران بمحافظة الحديدة من قبل والديها وهما مذعورين. كانت بلقيس تعاني من هزال شديد وتورم في قدميها وتعاني من مضاعفات طبية بما في ذلك الإسهال المائي والحمى .والسعال، وقد تم توفير جميع الخدمات و العلاج لها مجاناً مما ساعدها على استعادة عافيتها بشكل كامل
"نحن ممتنون وسعيدون. استعادت ابنتنا بعض من وزنها وعادت شهيتها إلى طبيعتها. شكرا لكل من يعمل في مركز التغذية هذا لمساعدة طفلتنا، والعديد من الأطفال الآخرين، الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم".
استجابة لارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وتدهور الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد، تعمل منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن بالتنسيق مع السلطات الصحية للوصول إلى النازحين داخلياً الأكثر ضعفاً في مواقع النازحين التي يصعب الوصول اليها في الحديدة ومأرب وتعز وشبوة حضرموت والجوف.
بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، دعمت منظمة الصحة العالمية 11 مركز تغذية علاجية في المناطق المتأثرة بالنزاع حيث تم دعم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية دون سن الخامسة بخدمات التغذية وطب الأطفال. ويشمل برنامج الرعاية هذا توفير الإمدادات الطبية وغير الطبية الأساسية، ودعم العاملين الصحيين بالحوافز المالية، وبناء القدرات. وخلال عمر المشروع، تم دعم ما مجموعه 10,141 طفل بخدمات التغذية وطب الأطفال، 33٪ منهم أطفال من الأسر النازحة بسبب النزاع والأسر الضعيفة، وكذلك دعم جميع الأسر بتكاليف النقل. وإضافة إلى ذلك، تلقى 100 من العاملين في مجال الرعاية الصحية حوافز مالية، وتم تدريب 248 منهم لبناء القدرات.
لضمان تقديم الرعاية في الوقت المناسب للمرضى المصابين بأمراض حادة والمصابين بالصدمات، قدم هذا المشروع مزيدا من الدعم للرعاية الطارئة ورعاية والمصابين بالصدمات في 87 مرفقا صحيا في 68 منطقة متضررة من النزاع من خلال نشر فرق الطوارئ الطبية والجراحية المتنقلة. كما تم دعم المرافق الصحية المستهدفة بإمدادات المياه والوقود.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تنجم عن حالات يمكن علاجها برعاية ما قبل الدخول الى المستشفى والرعاية الطارئة - بما في ذلك الإصابات والالتهابات وأعراض التفاقم الحاد للسرطان والسكري وغيره من الأمراض غير السارية ومضاعفات الحمل.
أمل ربة منزل. كانت حامل وفي حالة مخاض. وكانت تخشى على حياتها بسبب افتقارها للدعم وعدم قدرتها على تحمل تكاليف خدمات الطوارئ أو حتى تكاليف النقل إلى المستشفى. يمكن أن تكون تجربة ولادة طفل مروعة حتى في حالات أفضل بكثير من تلك التي تواجهها الأمهات اليمنيات مثل أمل، المحاصرات في فقر مدقع وأزمة إنسانية طال أمدها.
كانت أمل ستضطر إلى الولادة بمفردها في المنزل، دون رعاية طبية طارئة لولا الفرق الطبية المتنقلة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية. دعمت قابلة من أحد هذه الفرق أمل وساعدت في الولادة الآمنة.
"لقد كنت مطمئنة للمساعدة الطبية التي قدمها لي الفريق". كنت وحيدة ولا أملك طريقة للذهاب إلى المستشفى، لكنهم وصلوا في الوقت المناسب. لقد أنقذوا حياتي. آمل حقا أن يستمر هذا الدعم لأنه ينقذ الأرواح".