يقوم المتطوعون التابعون للأمم المتحدة بتقديم الرعاية الصحية الحيوية أوقات الأزمات في اليمن
يقدم المتخصصون الصحيون من متطوعي الأمم المتحدة الرعاية الصحية الحيوية التي تشتد الحاجة إليها لعمليات الأمم المتحدة في اليمن في أوقات الأزمات.
في أوقات الأزمات في اليمن، يتم تقديم الرعاية الصحية الحيوية الضرورية لعمليات الأمم المتحدة من قبل متطوعي الأمم المتحدة المتخصصين في مجال الصحة. منذ عام 2020، قام برنامج متطوعي الأمم المتحدة بنشر 60 شخص من متطوعي الأمم المتحدة من الأطباء والممرضين وغيرهم من مقدمي الخدمات الطبية، وجميعهم تقريباً من المواطنين، في عيادات الأمم المتحدة التي يديرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سبعة مواقع في اليمن.
يضطلع المتطوعون الوطنيون التابعين للأمم المتحدة بدور رئيسي في تقديم الرعاية الصحية إلى أكثر من 6,000 شخص من موظفي الأمم المتحدة وللأشخاص الذين يقومون بإعالتهم المؤهلين لذلك. يمارس المتطوعون الوطنيون مهام تقديم الاستشارات اليومية المباشرة والرعاية الطارئة ورعاية المرضى الداخليين ومتابعة الحالات، وأنشطة تعزيز الرعاية الصحية، بموجب الإرشادات المناسبة من جانب المتطوعين الدوليين وكبار الموظفين الطبيين التابعين للأمم المتحدة، على النحو المنصوص عليه في الإجراءات التشغيلية الموحدة لعيادة الأمم المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يساهمون في الاستشارات الصحية وورش العمل حول الوقاية الشاملة وأنشطة التوعية بشأن فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، بالتعاون مع الإدارات الصحية الحكومية ذات الصلة. كان الهدف من نشر متطوعي الأمم المتحدة هؤلاء في جميع أنحاء البلاد مواكبة الاحتياجات على الأرض وتيسير الاستجابة الإنسانية الدولية الواسعة للأزمة في اليمن.
يتم تنفيذ الأنشطة الإنسانية والإغاثية من قبل الموظفين الدوليين والوطنيين الذين يعتمدون بدورهم على نظام قوي للرعاية الصحية لإبقائهم في حالة جيدة في الميدان. بالتالي، فإن نشر العاملين الطبيين من متطوعي الأمم المتحدة يمكّن الكثير من الأشخاص الآخرين من العمل. – عبدالله الضريبي، المنسق القطري لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة في اليمن.
وفقاً لذلك، فإن مستوى التوقعات من متطوعي الأمم المتحدة هؤلاء قد تجاوز الالتزام المطلوب من العامل الصحي إلى مرضاهم في السياق الطبيعي. أن يتم توظيفهم في سياق أزمة وطنية، بالتزامن مع حالة وبائية عالمية، واستعدادهم للذهاب إلى أبعد الحدود وما هو أبعد منها، وقدرتهم على العمل ضمن فرق متنوعة، كل ذلك يُعد ميزات بالغة الأهمية.
كان لدى متطوعة الأمم المتحدة مروة المقطري فهم كامل لهذا السياق عندما تم تعيينها كطبيبة طوارئ وطنية لعيادة الأمم المتحدة في صنعاء في مايو 2020.
أوضحت مروة قائلة: "العمل كمتطوعة لدى الأمم المتحدة ضمن فريق فيروس كورونا المستجد يتطلب التزاماً مهنياً منضبطاً على مدار الساعة". بالنسبة لمروة، كونها طبيبة، فإن الأمر لا يتعلق فقط بعلاج المرضى، بل يتعلق "بالاستماع إلى مخاوفهم وهواجسهم والبقاء إلى جانبهم" أيضاً.
هؤلاء المتطوعون الطبيون هم جزء من مجتمع أكبر لمتطوعي الأمم المتحدة، بما في ذلك سائقي سيارات الإسعاف والمدافعين عن حقوق الإنسان والمترجمين والمهندسين وخبراء تكنولوجيا المعلومات، من بين آخرين. جنباً إلى جنب مع زملائهم الذين يقدمون الخدمات لعمليات الأمم المتحدة في اليمن، يحافظ مجتمع المتطوعين هذا على منصات تبادل المعرفة ومصادر الطاقة المتجددة والإجراءات الطبية المحدثة، التي تعتمد عليها أنظمة الرعاية الصحية.
متطوعونا لدى الأمم المتحدة يتعلمون من بعضهم البعض ويعملون معاً بشكل وثيق. تساهم هذه الدرجة العالية من التعاون والتعلم في بناء القدرات وتحسين الرعاية التي نقدمها. – د. فلورنس فونجانج، طبيبة لدى الأمم المتحدة / مديرة الصحة لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن.
متطوع الأمم المتحدة أحمد الروغ يعمل كممرض طوارئ في عيادة الأمم المتحدة في صنعاء. تشمل واجباته الأساسية تقديم الرعاية الصحية الأولية للمستفيدين من عيادة الأمم المتحدة، وإعداد الإمدادات الطبية لخدمات الطوارئ وإدارة الإحالات. كما يقوم بدور رئيسي في تحديث الإحصاءات اليومية الخاصة بفيروس كورونا المستجد، والتي ساهمت بشكل كبير في تنقيح وتحديث بروتوكولات فريق الأمم المتحدة القطري الخاصة بفيروس كورونا المستجد.
تقول د. فلورنس: "لسوء الحظ، غالباً ما يتأخر المرضى في التماس الخدمات الطبية بسبب تلقيهم معلومات مضللة وخوفهم من الوصم الذي يثنيهم عن ذلك". هذه قضية يساعد متطوعو الأمم المتحدة في معالجتها، مستفيدين من وضعهم كمتطوعين وطنيين مندمجين في المجتمع المحلي، مما يتيح لهم بناء الثقة مع المستفيدين المحليين.
إلى جانب واجباته الأساسية، يساعد أحمد في مواجهة المعلومات المضللة. على سبيل المثال، قام بتنظيم ورش عمل للتوعية وتطوير لوحات معلومات ونشرات ومواد إعلامية أخرى حول جائحة فيروس كورونا المستجد. ساعدت هذه الأنشطة المجتمعات المحلية على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للحد من انتقال المرض وزيادة الشفافية من خلال تحديثات الحالة في الوقت الفعلي.
في الواقع، تسبب الركود الاقتصادي المدمر وسنوات النزاع وانعدام الأمن السياسي في خسائر فادحة في قطاع الرعاية الصحية في اليمن. أدت هذه التحديات إلى ضعف الاستثمار، مما حد من الوصول إلى اللوازم والخدمات الطبية عالية الجودة وفرص التعليم المستمر. مع ذلك، فإن متطوعي الأمم المتحدة، من خلال عملهم الجاد وتفانيهم، يزرعون بذور التغيير الإيجابي. من خلال بناء الثقة في القدرات الوطنية، فإنهم يبعثون الأمل في تعافي اليمن بعد النزاع.