من الإلهام إلى العمل: أنا أؤمن بالمتطوعين
كان من دواعي سروري بشكل خاص أن أرى عملي يتم الاعتراف به مع العلم أنني كنت أقدم المساهمات التي اعتقدت أختي دائماً أنني أستطيع تقديمها.
بدأت رحلتي كمتطوعة في الأمم المتحدة بتوصية من صديق. في ذلك الوقت، كنت أمارس مهنة الطب في بلدي الأم، الكاميرون، لأكثر من 20 عاماً. نصحني صديق مقرب بالانضمام إلى برنامج متطوعي الأمم المتحدة كوسيلة لتوسيع خبرتي في الطب، أثناء السفر والتطوع في خدمة الآخرين. تذكري لمرض أختي جعلني أقرر على الفور أن هذا الأمر مناسب لي.
عندما كنت أصغر سناً، أصيبت أختي بحالة طبية. خضعت لعمليتين جراحيتين في القلب وتحملت الكثير من المعاناة لكنها نجت وألهمتني. طلبت مني لاحقاً التفكير في مهنة الطب لمساعدة الفتيات الصغيرات الأخريات. عندما أتيحت فرصة التطوع هذه انتهزتها وأصبحت من متطوعي في الأمم المتحدة في 27 مارس 2008.
تم تعييني في أول مهمة تطوعية في هايتي. كأم لتوأم في سن سبع سنوات، لم يكن من السهل علي السفر وتركهما ورائي. لكنني فعلت ذلك بدعم من زوجي، الذي فهم دوافعي واعتنى بأطفالنا جيداً أثناء عملي في الخارج.
أشارك تجربتي لتشجيع النساء الأخريات، وخاصة الأمهات، على عدم تفويت مثل هذه الفرص. أنا أفهم دورهن كراعيات لأسرهن. آمل أن يجعلهن التعرف على كيفية تطوعي، وكيف وازنت بين عملي وأسرتي، أكثر ثقة في قدرتهن على القيام بذلك أيضاً.
أثناء وجودي في هايتي، مارست الطب وسط الفيضانات والكوليرا والزلازل والركود الاقتصادي الحاد. ألحقت هذه الظروف القاسية أضراراً بالطرق وهددت إمدادات الغذاء والموارد الأخرى للمجتمعات المتضررة.
قادتني رحلتي التطوعية مع الأمم المتحدة بعد ذلك إلى دعم الاستجابة لمرض إيبولا في أفريقيا، وسط إغلاق وأزمة صحة عامة عميقة أثارت قلق العالم.
من خلال سياقات الطوارئ والإغاثة في حالات الكوارث هذه، شاركت في تقديم الخدمات للمرضى الداخليين والمرضى الخارجيين وعمليات الإجلاء الطبي وبناء القدرات وأنشطة الوقاية والتخفيف من الأمراض.
كان من دواعي سروري بشكل خاص أن أرى عملي يتم الاعتراف به مع العلم أنني كنت أقدم المساهمات التي اعتقدت أختي دائماً أنني أستطيع تقديمها. أعدني العمل مع متطوعي الأمم المتحدة بطرق لم أكن أتخيلها.
كانت هذه التجارب واسعة النطاق وقادت إلى نمو مسيرتي المهنية في الأمم المتحدة. انتقلت في النهاية من مرتبة موظف طبي من متطوعي الأمم المتحدة لأصبح مديرة الصحة في عيادة الأمم المتحدة التي يديرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أولاً في الصومال، ثم في اليمن، وهو منصب طبي كبير في هذا المجال.
عندما اجتاحت جائحة فيروس كورونا المستجد العالم، كنت في اليمن. في الواقع، كنت من أوائل الطبيبات اللواتي انضممن إلى الفريق الطبي لعيادة الأمم المتحدة في اليمن. مثل بلدي الكاميرون، فإن اليمن بحاجة ماسة إلى زيادة عدد الأطباء والممرضات لتحسين الظروف الصحية وتلبية الاحتياجات الإنسانية.
مكنتني تجربتي السابقة من فهم الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه المرأة في هذا الصدد والقيمة التي يمكن لمتطوعي الأمم المتحدة إضافتها في مثل هذه السياقات. تحركت بسرعة لتوظيف ونشر وتدريب متطوعي الأمم المتحدة الوطنيين في عيادات الأمم المتحدة. كل ذلك مع ضمان إشراك النساء في عمليات النشر، إلى جانب الجداول الزمنية المرنة وفرص العمل عن بُعد التي تعزز التوازن بين العمل والحياة.
في نهاية المطاف، استفاد عملنا في اليمن إلى حد كبير من مساهمة المهنيين الصحيين الوطنيين من متطوعي الأمم المتحدة الذين تم تعيينهم.
أثناء سفري بين العيادات لرعاية المرضى والمساعدة في بناء قدرات الموظفين، فإنني غالباً ما أفكر في أختي وكيف ألهمتني. أفكر أيضاً في أطفالي وكيف ستلهمهم رحلتي.
في البداية، لم يرغب أطفالي في دراسة الطب. أثناء وجودي في الكاميرون، رأوني أعمل لساعات طويلة وفي عطلات نهاية الأسبوع ثم أعود إلى المنزل متعبة. لقد كافحوا لاحتضان المهنة التي تطلبت الكثير من وقت والدتهم. مع ذلك، بدأ أطفالي ينظرون إلى الطب بشكل مختلف بعد انضمامي إلى برنامج متطوعي الأمم المتحدة. بدؤوا في فهم مدى أهمية الأطباء للمجتمعات المتضررة من الأزمات ويرون أنفسهم الآن في الأرواح التي ننقذها. هذا كل شيء بالنسبة لي.