خارج الجدران: إيصال الرعاية الصحية المنزلية للمحتاجين
تقديم الدعم لـ 2,000 مرفق صحي إلى جانب الأنشطة الايصالية التي تقوم بها تلك المرافق لتوفير الدعم الأساسي لآلاف الأطفال والأسر في أجزاء مختلفة من اليمن
ظلت منال بن سلمان، ربة منزل تبلغ من العمر 30 عاماً، تكافح طيلة سنوات للوصول إلى مركز تاربة الطبي بمدينة سيئون جنوب اليمن لمساعدة ابنها في الحصول على لقاحاته الروتينية. كما لم يكن بوسعها الذهاب إلى أقرب مرفق صحي من منزلها في القرية نفسها بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف المواصلات، وهو ما يعني استمرار بقاء ولدها عرضة للمخاطر.
من خلال مشروع الصحة والتغذية الطارئ الذي يموله البنك الدولي، تدخلت اليونيسف ليس لتزويد المركز بالأدوية واللقاحات فحسب، ولكن لبناء قدرات فِرق الرعاية على تقديم الخدمات الأساسية للسكان الضعفاء، بما في ذلك من خلال الفرق الصحية المتنقلة.
يدعم مشروع الصحة والتغذية الطارئ ايصال الخدمات على مستوى الرعاية الأولية، حيث يشمل دعم الخدمات المقدمة داخل مرافق الرعاية الصحية الأولية، والأنشطة المجتمعية المنتظمة التي يقوم بها العاملون في المجال الصحي في المرافق الصحية، والفرق الصحية المتنقلة ومقدمي الخدمات المجتمعية، مثل القابلات والمتطوعين والعاملين في المجال الصحي في حوالي 2,000 مرفق صحي في اليمن.
وفي هذا الصدد تقول منال "لقد استفدنا من هذا الدعم كثيراً. جاء فريق صحي إلى منزلنا لتطعيم أطفالي واعطائنا الأدوية المجانية. بل الأكثر من ذلك أنهم منحونا إحساساً بالارتياح بعد أن عرفنا أن أطفالنا أصبحوا محصنين. آمل أن يوسعوا البرنامج في المستقبل ليشمل العلاجات الوقائية من أمراض القلب والسكر وضغط الدم".
يقوم الفريق المعروف بـ خارج الجدران بإجراء زيارتين ميدانيتين كل أسبوع (أنشطة ايصالية) للوصول إلى المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى مركز تاربة الطبي، سواء كان ذلك بسبب ظروفهم المالية أو النزاع أو الوفاء بالتزامات العمل. لقد أطلق عليهم اسم "خارج الجدران" نظراً لطبيعة عملهم، حيث يغادرون أماكن عملهم داخل المرافق الصحية للتوجه نحو الأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى المرافق الصحية. تشمل خدماتهم متابعة النساء الحوامل وتحديد حالات سوء التغذية المشتبه بها والاستجابة لمعالجتها، وكذلك معالجة حالات الحمى والإسهال وإعطاء اللقاحات وتوعية الناس حول أهمية النظافة وتنظيم الأسرة والنظام الغذائي واتباع نمط العيش الصحي السليم.
على مدى السنوات الاثني عشرة الماضية، شغل أحمد العامري، 60 عاماً، منصب مدير مركز تاربة الطبي، ويشرف على تقديم الخدمات العلاجية والوقائية.يتردد على المركز حوالي 25 مريض كل يوم، حيث يتلقون كل ما يحتاجونه بدءاً من العلاج والفحوصات الروتينية واللقاحات والمكملات الغذائية وصولاً إلى خدمات الطوارئ. كما يوجد بالمركز قسم للأشعة ومختبر وكذلك عيادة صدر وعيادة أسنان.
وأوضح أحمد العامري أن المركز تلقى من خلال اليونيسف الإمدادات الطبية الأساسية والأدوية والأثاث، فضلاً عن بناء قدراته إلى أن أصبح في وضع يمكنه من إرسال فريق يضم أربعة أشخاص مرتين كل أسبوع للوصول إلى أبناء المجتمع الضعفاء والمهمشين والمحرومين من الخدمات. كما يقدم المركز أدوية مجانية لعلاج الحالات الشائعة، ويوفر للناس المستلزمات الأساسية لمنع تفشي مرض فيروس كورونا.
سيستمر مشروع رأس المال البشري الطارئ الجديد الذي يموله البنك الدولي في تقديم الدعم لـ 2,000 مرفق صحي في البلاد إلى جانب الأنشطة الايصالية التي تقوم بها تلك المرافق لتوفير الدعم الأساسي لآلاف الأطفال والأسر في أجزاء مختلفة من اليمن.