برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: المرأة تدفع عجلة التنمية الاقتصادية المحلية في مأرب، اليمن

--
في اليمن، أدت سنوات الصراع إلى تدهور البنية التحتية الأساسية بشكل كبير، مما شكّل ضغوطًا كبيرة على المشاريع التجارية ورواد الأعمال، والذين هم من أهم مقدمي فرص العمل وسبل العيش، حيث يعانون من تضرر منشآتهم والانقطاعات المستمرة في سلاسل القيمة الأساسية.

تلعب المؤسسات الحكومية دوراً حيوياً في خلق بيئة تمكّن المشاريع من الاستمرار والتوسع والابتكار.كما أن قدرتها على جذب الاستثمارات وإعادة تأهيل البنية التحتية ودعم رواد الأعمال المحليين أمر أساسي لدفع عجلة التعافي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.

يواجه ملايين اليمنيين نزوحاً داخلياً، وفي ظل هذه الأزمة المستمرة، تضغط الزيادة السكانية في مأرب على الخدمات والبنية التحتية المحلية. استجابةً لذلك، تعمل السلطات المحلية، بدعم من مشروع تعزيز الصمود المؤسسي والاقتصادي في اليمن (SIERY) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على تعزيز تقديم الخدمات والتخطيط الحضري. وتشمل هذه الجهود ترميم البنية التحتية الأساسية مثل المدارس ومراكز التدريب التقني والمهني والطرق، مما يساهم في إعادة تأسيس قاعدة للنمو الاقتصادي والاستثمار المستقبلي.
بالتوازي مع ذلك، يدعم مكوّن التنمية الاقتصادية المحلية (LED)، التابع للمشروع، جهود السلطات المحلية في المحافظة والمديريات لتعزيز المشاريع المحلية، مع التركيز بشكل خاص على سلسلة قيمة السمسم. ويرتكز هذا الاهتمام على الدور التاريخي لمحافظة مأرب في زراعة السمسم، نظراً لملاءمة تربتها وظروفها المناخية.

استناداً إلى نتائج المناقشات وتوصيات تحليل سلسلة القيمة الذي أجراه المشروع سابقاً، بدأت السلطات المحلية بالعمل مع الخبراء الفنيين لمعالجة الفجوات المحددة. وحتى الآن، تم تدريب ودعم مئات المستشارين التجاريين والمهندسين الزراعيين والشركات الصغيرة والمتوسطة لإعادة تنشيط قطاع السمسم.



من بين التدخلات المستهدفة، تلقت مجموعة من 80 امرأة تدريباً متخصصاً في تصنيع منتجات السمسم ذات القيمة المضافة. وكان الهدف تجهيز المشاركات بالمهارات العملية وتشجيع ريادة الأعمال النسائية ضمن الاقتصاد المحلي. شمل المنهج الدراسي وحدات عن تصنيع الأغذية، استخراج زيت السمسم، صناعة الصابون والمقشرات، إنتاج الطحينة، العلامة التجارية، التغليف، والمهارات الأساسية للأعمال. وقد سعى البرنامج إلى تنويع استخدام السمسم المحلي وخلق فرص جديدة لتوليد الدخل.

تقول سارة، وهي شابة نازحة وأصبحت المعيلة الرئيسية لعائلتها المؤلفة من سبعة أفراد: "كنت دائماً أرغب في تعلم صنع منتجات مختلفة من بذور السمسم، لكنني لم أحظَ بهذه الفرصة من قبل."
وأضافت: "ساعدني هذا التدريب على تعلم استخراج الزيت من السمسم، وكيفية صنع الطحينة والصابون. كما منحني الثقة لبدء مشروعي الصغير لدعم عائلتي وتقديم منتجات محلية عالية الجودة للمجتمع."

تقول شيماء، وهي أيضاً نازحة وتتحمل مسؤولية رعاية طفليها وحدها: "لطالما كان لدي اهتمام بصنع الحلويات، لكن لم تكن لدي الموارد أو الفرصة للحصول على تدريب مهني."
وأضافت: "أعتقد أنه يجب أن أكون عضواً منتجاً في مجتمعي وأسهم بشكل إيجابي. هذا التدريب فتح لي آفاقاً جديدة. تعلمت كيف أستخدم السمسم لصنع منتجات مختلفة، ودرسنا أيضاً كيفية بناء العلامة التجارية، مما ساعدنا على تقديم منتجاتنا بطريقة مهنية تجذب العملاء."

بدأت شيماء بالفعل صناعة المنتجات في منزلها، ويتوسع مشروعها خطوة بخطوة.
قالت: "مشروعي يتيح لي كسب دخل ودعم عائلتي وتلبية الطلب في السوق على منتجات السمسم عالية الجودة."

تعكس فاطمة، وهي أم لثلاثة أطفال، تجربتها خلال التدريب قائلة: "كان لدي اهتمام حقيقي بتعلم صنع هذه المنتجات لكن لم أكن أعرف من أين أبدأ."
وأضافت: "واحدة من المزايا هي استخدام السمسم المزروع محلياً، بدلاً من الاعتماد على المواد الخام المستوردة. بدأت بالفعل بصنع الصابون والكريمات في المنزل، وكانت الاستجابة إيجابية جداً."
نظمت السلطات المحلية بازاراً مجتمعياً في حديقة عامة، مما أتاح للمشاركين في التدريب فرصة عرض منتجاتهم، والتواصل مع الزبائن، وتحقيق الدخل.



لقد تسنى لنا تحقيق ذلك بفضل الدعم السخي من الاتحاد الاوروبي.