المنظمة الدولية للهجرة - اليمن: الحياة الكريمة للجميع - تلبية احتياجات الصرف الصحي العاجلة للأسر النازحة في اليمن

--
مأرب، اليمن
في مخيم الجفينة، أكبر مخيم للنازحين في اليمن، تعيش أكثر من 15,000 أسرة في مآوٍ مؤقتة، ويكافحون الواقع اليومي المتمثل في محدودية الوصول إلى المياه والصرف الصحي. ولا يستطيع العديد منهم تحمل تكاليف بناء المرحاض الخاص به. وفقاً للنظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية لعام 2025، يفتقر 15.2 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، أي قرابة نصف سكان البلاد.
بالنسبة لعلي، وهو أب لخمسة أطفال، يظل النزوح صراعاً مستمراً. لقد تحمل هو وأسرته ثلاث موجات من الاضطرابات، بدءاً من الفرار من الصراع المستمر في مسقط رأسهم الحديدة حتى وجدوا أخيراً ملجأً في الجفينة. ونظراً لعدم تمكنه من تحمل تكاليف الإيجار، سُمِح لعلي بإقامة خيمة على قطعة أرض صغيرة. أصبح هذا المأوى الهش غرفة نومه ومطبخه ومنزله.
بالنسبة لعلي والعديد من الأسر النازحة الأخرى، كان توفير لقمة العيش معركة شاقة. فالدخل الضئيل الذي يكسبه بالكاد يكفي لإطعام أطفاله، ولا يتبقى له شيء للضروريات الأخرى، ناهيك عن المرحاض. وبدون مرحاض خاص بهم، لم يكن أمام أسرته خيار سوى استخدام مرحاض جارهم.
"كنا نتردد كثيراً في استخدام مرحاض جارنا في الليل، خوفاً من إيقاظهم، لذلك كنا ننتظر حتى الصباح".– علي، أبٌ نازح

ثمن الحياة الكريمة
بالنسبة لمحمد البالغ من العمر اثني عشر عاماً، كانت مشاهدة والده يكافح من أجل تأمين مرحاض أمراً لا يطاق. فجعلته وطأة الأوضاع الصعبة يتخذ قراره بتأجيل تعليمه، ليعمل جنباً إلى جنب مع والده على أمل تخفيف العبء. بعد أشهر من العمل الشاق، تمكن أخيراً من شراء المواد الأساسية لمرحاض مؤقت. ومع ذلك، لم يكن أكثر من هيكل هش من العصي والبطانيات، لا يوفر سوى القليل من الخصوصية أو الحماية.
أما بقية أفراد الأسرة، فقد استمرت معاناة الافتقار إلى الخصوصية لتتجاوز مسألة توفر المرحاض. ففي غياب الصرف الصحي المناسب، كان على النساء والفتيات تعديل روتينهن اليومي، وغالباً ما ينتظرن حتى حلول الليل للاستحمام. وتوضح سميرة كيف أصبحت حتى أبسط المهام تحدياً.
فتقول: "كنا نشعر أننا مكشوفون أثناء النهار. كنا دائماً نشعر بالخوف من أن يرانا أحد".
وأثناء غياب علي معظم اليوم، تولت سميرة مسؤولية رعاية بناتها الثلاث. ففي كل مرة يحتجن فيها إلى المرحاض، كان عليها أن ترافقهن، مما يترك القليل من الوقت لأي شيء آخر. ونظراً لأنه من غير المعتاد أن تترك النساء مأواهن في الليل، كان علي يبقى في حالة تأهب.
وزاد الظلام من مخاوفهن، حيث كانت السحالي والعقارب وغيرها من المخلوقات التي توجد عادة في صحراء مأرب القاحلة تتربص بالقرب من مأواهن. يقول علي: "لا أستطيع أن أنسى الدموع التي ذرفتها ابنتي الصغيرة عندما هاجمها كلب وهي في المرحاض".
إضافةً إلى الحاجة إلى المراحيض، ظل الافتقار إلى نظام الصرف الصحي المناسب مصدر قلق كبير. بدون شبكات الصرف المناسبة، لم يكن أمام المجتمع خيار سوى الإنشاء العشوائي لحُفَر الصرف. تشكل هذه الحفر المؤقتة، المغطاة فقط بالخشب والحجارة، مخاطر جسيمة، لاسيما على الأطفال والمركبات.
"لم أكن أشعر بالقلق أبداً عندما تلعب بناتي في الخارج، ولكن بعد أن فقد طفل حياته جراء سقوطه في إحدى الحفر، أصبحت خائفة من تركهن بعيداً عن نظري". – سميرة، أمٌ نازحة

من المشقة إلى الإغاثة
وللتعامل مع هذه القضايا الملحة، قامت المنظمة الدولية للهجرة، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بإنشاء أكثر من 300 مرحاض للأسر النازحة الأكثر ضعفاً. وتم تجهيز كل مرحاض بباب قابل للقفل لضمان الخصوصية، وهو أمر مهم بشكل خاص لأولئك الذين يعيشون بالقرب من الطرق العامة. ويوفر السقف الحماية والراحة، بينما يعمل أنبوب التهوية على تحسين دوران الهواء.
ويسلط مهندس المياه والصرف الصحي في المنظمة الدولية للهجرة، ذياب قائد، الضوء على الدور الحاسم للمراحيض المستدامة والصرف الصحي الملائم في مواقع النزوح، حيث يعمل نقص مثل هذه المرافق على انتشار الأمراض مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد.
ويقول ذياب: "لقد أدى إنشاء المراحيض المستدامة ومرافق الصرف الصحي إلى تحسين النظافة بشكل كبير في المجتمع. بدونها، كانت النساء والأطفال على وجه الخصوص يكافحون للحفاظ على أبسط ممارسات النظافة".
إلى جانب مخاوف الخصوصية، كان نقص المياه تحدياً أكبر. فقد كان على الأسر في السابق إحضار المياه في كل مرة بعد استخدام المرحاض من أجل التنظيف. والآن، تم تركيب خزان مياه جديد متصل مباشرة بالمراحيض، مما يجعل الوصول إليها أسهل ويحسن مستوى النظافة.


خطوة نحو السلامة
بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قامت المنظمة الدولية للهجرة أيضاً ببناء 200 حفرة صرف صحي جديدة وتغطية 400 حفرة قديمة. وهذا لا يقلل من خطر تفشي الأمراض فحسب، بل يعيد أيضاً الشعور بالكرامة والأمان للأسر النازحة. لم يعد الآباء يقلقون كثيراً عندما يلعب أطفالهم في الجوار، ولم تعد الأسر مضطرة لإنفاق ما لديها من دخل يسير على الأدوية لعلاج الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
تقول حسناء، ابنة علي، البالغة من العمر خمس سنوات: "الآن يمكنني اللعب مع الأطفال الآخرين دون خوف. ومنذ تغطية الحفر، لم أعد أتعرض للدغات البعوض".
وإضافةً إلى إنشاء البنية التحتية، تجري فرق المنظمة الدولية للهجرة جلسات توعية منتظمة مع المجتمع، لضمان معرفة الأسر كيفية الحفاظ على هذه المرافق وصيانتها بشكل صحيح. وبالنسبة للعديد منهم، جلبت هذه التحسينات شعوراً بالأمن والاستقرار.
يقول علي: "بالنسبة لي، فإن وجود مرحاض يشبه الحصول على منزل مناسب أخيراً. لم أعد أقلق كل لحظة بشأن سلامة أسرتي".