برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: من البحر إلى المستهلك: دعم القطاع السمكي في اليمن
--
في العديد من المجتمعات اليمنية، تكافح الأسر لتوفير ما يكفي من المكونات لتحضير الوجبات اليومية. يعاني اليمن من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد، حيث لا تزال البلاد تتأثر بعقود من النزاعات المستمرة.
استجابةً لأزمة الأمن الغذائي المتفاقمة في اليمن، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم وتمويل من الجمعية الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، وبالشّراكة مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS) ومشروع الأشغال العامة (PWP)، بتنفيذ مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH). يهدف المشروع إلى تحسين الفرص الاقتصادية وزيادة الأمن الغذائي وتوفير إدارة فعالة لإنتاج الأسماك في اليمن. سيستفيد من المشروع أكثر من 5000 شخص من العاملين في القطاع السمكي.
محمد: صياد بالفطرة
محمد هو صياد من مديرية بروم ميفع بمحافظة حضرموت في اليمن. هو متزوج ولديه خمسة أطفال، وهو المعيل الرئيسي لأسرته. مثل آلاف الصيادين الحرفيين الذين يمارسون مهنتهم في المياه الساحلية لليمن، يعتمد محمد بشكل كامل على الصيد كمصدر دخل للبقاء.
إنها طريقة صعبة ومحفوفة بالمخاطر لكسب العيش، حيث يواجه محمد العديد من المخاطر يوميًا؛ من بينها عدم استقرار حالة البحر وتغيرات الطقس. لهذا السبب، من الضروري أن يكون لديه معدات ذات جودة عالية، بما في ذلك محرك خارجي موثوق وقارب جيد. ومع ذلك، بسبب الصعوبات الاقتصادية، لم يتمكن من استبدال محركه الخارجي الذي اشتراه في عام 2007 والذي قد تجاوز عمره الافتراضي. هذا يقيّد محمد في مناطق الصيد الساحلية ويمنعه من الذهاب إلى المياه العميقة حيث يمكنه زيادة محصوله من الأسماك.
يقول محمد: "لدي هذا المحرك منذ عام 2007، وأترك لكم حساب عمره. لقد أرهقني كثيرًا لأنه لا يسمح لي بالابتعاد إلى عمق البحر لصيد أنواع مختلفة ومتنوعة من الأسماك."
مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH) قدم دعمًا كبيرًا للصيادين مثل محمد من خلال توفير تدريبات مستهدفة وتطوير القدرات. تتناول الموضوعات التي يتناولها البرنامج احتياجات الصيادين أنفسهم، وتشمل إدارة الأعمال المالية البسيطة والأنشطة المهنية مثل التعامل مع الأسماك، وصيانة المحركات، والصحة والسلامة.
بعد إكمال البرنامج التدريبي، حصل محمد على منحة مكّنته من شراء محرك خارجي جديد. هذا المحرك، إلى جانب تدريبه الجديد، سيدعم مستقبلًا أكثر أمانًا لمشروع محمد الصغير للصيد.
ويقول محمد: "أنا سعيد جدًا اليوم، ولم أشعر بمثل هذه السعادة في حياتي من قبل. لم أتلقَ أي دعم من قبل، لذا أنا سعيد جدًا جدًا. هذا المحرك سيمكنني من الذهاب لمسافات بعيدة، وصيد الكثير من الأسماك، والإبحار في أي وقت أريد، سواء في النهار أو الليل. لا يوجد عائق يمنعني الآن من النجاح."
أنوار: رعاية إرث بحري
أنوار، امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا من مديرية بروم ميفع في محافظة حضرموت، تدعم قطاع الصيد من خلال معالجة المنتجات البحرية التي يصطادها الصيادون مثل محمد.
ترى أنوار أن مهنتها ليست مجرد وسيلة للعيش، بل هي إرث فخور ينتقل عبر الأجيال. بعد وفاة والدها ومرض والدتها، تولت أنوار المسؤوليات الرئيسية للأسرة، واستمرت في تقاليدهم في صناعة الصيد.
بدء عمل تجاري في مجال المنتجات البحرية في مدينة يعتمد معظم سكانها على هذا القطاع يمثل تحديات كبيرة.
تقول أنوار: "هنا في بروم ميفع، إقامة مشروع تجاري في مجال الصيد أمر مختلف. السوق مشبعة والمنافسة شرسة."
ومع ذلك، من خلال التدريب الذي قدمه شريك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المحلي SMEPSضمن مشروع SFISH، اكتسبت أنوار رؤى قيمة حول أبحاث السوق والمنافسة واستغلال الفرص الموسمية.
كما زودها التدريب بمهارات في إنتاج أكثر من ثمانية أنواع مختلفة من المنتجات البحرية، مما عزز قدرتها على التكيف مع تقلبات أسعار بعض الأسماك. حصلت أنوار على منحة من خلال مشروع SFISH، مما مكنها من شراء المواد الخام ومعالجتها بنجاح وتحويلها إلى منتجات جاهزة للسوق.
استلهمت أنوار من الطبق الشهير لوالدها، "الحنيذ"، والذي كان يُطهى تقليديًا في فرن "التنور". واستمرت في تقديم نفس النكهة الفريدة التي جلبت له العديد من الزبائن المخلصين. بذلك، تمكنت من تأمين مكانة خاصة لها في السوق، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يتزايد الطلب على منتجاتها.
أطلقت أنوار على مشروعها اسم "باسلوم للحنيذ"، تكريمًا لإرث عائلتها في هذا المجال. هذا المشروع أتاح لها القدرة على تحمل تكاليف علاج والدتها ودعم أسرتها.
وفي ختام رحلتها، تعبر أنوار عن امتنانها قائلة: "لم أكن لأتمكن من شراء كل المعدات اللازمة بمفردي. الدعم الذي تلقيته حفزني على البدء في الإنتاج والبيع خلال شهر واحد فقط."
أنوار ملتزمة الآن بجعل هذا العمل مصدر دخلها الوحيد، تكريمًا للسنوات التي قضاها والدها وجدها في البحر من خلال مواصلة إرثهم.
مزيد من المعلومات: التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن