برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: بناء سُبل تحقيق الرخاء: طريق "الغربي" في اليمن يفتح آفاقاً جديدة للفرص والازدهار
--
تقول فاطمة، معلمة في مديرية الطويلة، محافظة المحويت: " هذا الطريق أكثر من مجرد إسمنت؛ إنه المسار الذي حلمنا به، ويقربنا من العالم"
17 مايو 2024
تُعد مديرية الطويلة بمحافظة المحويت، التي تقع بين التلال الصخرية الخلابة في شمال غرب اليمن، شهادة على صمود وجمال الإنسانية والطبيعة الخلابة على مدى التاريخ. تتميز محافظة المحويت بأوديتها المذهلة وتضاريسها القاسية، وهي موطن جميل ولكنه مليء بالتحديات لسكانها البالغ عددهم 402,000 نسمة. ويتجلى هذا التناقض بين المناظر الطبيعية الهادئة والنضالات اليومية في حياة أولئك الذين يعتمدون على الزراعة والمشاريع الصغيرة في كسب عيشهم.
وأضافت قائلةً: "نجد القوة للتغلب على التحديات التي نواجهها في هذا الجمال ذا التضاريس الوعرة."
تم مؤخرًا تنفيذ مشروع في الغربي، وهي عزلة تتبع مديرية الطويلة، ساهم في إحداث تحول إيجابي لمواجهة صعوبات الطرق الوعرة التي أثرت سلبًا على حركة سكان المنطقة.
ليس ذلك فحسب، لقد فقد صالح، أحد سكان المنطقة، زوجته أثناء الولادة بسبب تأخر وصولهم إلى المرافق الصحية نتيجة لحالة الطريق السيئة. وقد أثر حزنه العميق على المجتمع، وأبرز الحاجة الملحة لإحداث تغيير جذري
يصف صالح معاناته قائلًا: "كان الطريق عقبة كبيرة أمامنا، جلب لنا الحزن أكثر بكثير من أي مساعدة. لو كان الطريق معبداً، لما خسرت زوجتي."
وتعكس كلمات صالح صدى معاناة المجتمع بأكمله، وتؤكد على حاجته الملحة لتحسين البنية التحتية لايجاد طريق أكثر أمانًا وموثوقية.
قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع الشريك المحلي منظمة ملتقى صناع الحياة(LMMPO) بتعبيد 4000 متر من طريق الغربي، وذلك ضمن تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش، والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن(الصمود الريفي 3) وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد.
يعكس مشروع رصف الطريق التعاون المجتمعي، حيث شارك فيه عمال محليون، من بينهم 40 امرأة، تلقوا رواتب مقابل العمل وتم تدريبهم على صيانة الطرق.
شارك محمد، صانع الفخار الوحيد في القرية، في المشروع.
يصرح محمد بفخر، مؤكدا على الجهد الجماعي وراء المبادرة: "لقد رأينا الأمل يُبنى، حجرة تلو الأخرى. هذا الطريق هو حلمنا الجماعي الذي أصبح حقيقة".
أحدث الطريق الجديد تغييرات كبيرة، حيث ربط المجتمع بالخدمات الأساسية وقلل من المخاطر المرتبطة بالسفر. بالنسبة لمحمد، كان للطريق الجديد تأثير كبير على مشروعة الصغير. كان يتعرض لخسائر كبيرة بسبب تحطم حوالي 30٪ من الفخار أثناء نقلة الى الأسواق المحلية. أما الآن، أصبح بإمكانه توصيل منتجاته إلى المدينة دون أي تلف، مما أدى إلى زيادة الأرباح وتقليل الخسائر. هذا التغيير لم يعزز مشروعة الصغير فحسب، بل رفع من معنوياته ايضاً.
يقول محمد: "في السابق ، كنت أخسر ما يقرب من ثلث الفخار الذي أصنعه على ذلك الطريق الوعر. الآن يصل الفخار بأمان، فتحسن دخلي. هذا الطريق هو حلمنا الجماعي الذي تحول إلى حقيقة، ورؤية ذلك يتحقق يُشعرني بالسعادة".
لقد أحدث مشروع رصف الطريق تحولًا في عزلة الغربي، حيث شجع على المزيد من الاستثمار في البنية التحتية وتمكين المجتمع، مما أظهر قوة العمل الجماعي.
ويسلط يحيى، أحد ابناء المجتمع ، الضوء على الإمكانيات الجديدة لمزيد من النمو، قائلاً: "هذه مجرد البداية. لقد أظهر لنا العمل معاً أننا قادرون على الوصول الى ما نحلم به، ونتطلع لتحقيق المزيد".
وتلخص فاطمة، أحد المعلمات في عزلة الغربي، مشاعر المجتمع قائلة: "بالسير على هذا الطريق الجديد، نحمل آمال أجدادنا وأحلام أطفالنا".
يعد رصف طريق الغربي جزءًا من الجهود الأوسع في إطار البرنامج المشترك لدعم سبل العيش، والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن( الصمود الريفي 3) . وقد أدى التعاون بين أربع وكالات أممية – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية – إلى دعم وتعزيز فرص كسب العيش والأمن الغذائي والقدرة على الصمود في العديد من المحافظات في جميع أنحاء اليمن.
وقد أصبحت هذه المبادرة ممكنة بفضل الدعم السخي من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، مما سلط الضوء على الأثر الإيجابي للتعاون الدولي في مواجهة التحديات المحلية.