برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - اليمن: الماء حياة: رحلة قرية المزارقة في مديرية باجل من الدمار إلى الازدهار
--
قرية المزارقة ، الواقعة في مديرية باجل، محافظة الحديدة، اليمن ، تقدم مثالاً رائعاً على صمود الإنسان وقوة التكاتف المجتمعي. في الآونة الأخيرة، تأثرت هذا القرية الزراعية بشكل كبير جراء الفيضانات المتكررة والأضرار التي لحقت بقناة الري الهامة لسقي المحاصيل الزراعية، حيث أثر ذلك بشكل كبير على قدرة المجتمع الزراعية على استخدام الطرق التقليدية المتعارف عليها محلياً، تاركا المزارعين في بحث متواصل على حلول قد تساعد في الحفاظ على أراضيهم الزراعية التي يعتمدون عليها بشكل أساسي في معيشتهم اليومية.
"لقد تضررت الأراضي الزراعية بشكل كبير خلال العام الماضي "، يتذكر إبراهيم عمر، وهو مزارع من قرية المزارقة تأثره مع جيرانه بالفيضانات. كما أضاف إبراهيم قائلا "ما عملنا من أجله كان انجاز كبير ساعد في تخفيف اضرار الفيضانات التي لا طالما اشعرتنا بالتعب و الخسارة المتواصلة في محاصيلنا الزراعية"
كان الضرر كارثياً، حيث قضت الفيضانات على الأراضي الزراعية، واقتلعت الأشجار، ودمرت المحاصيل. للبقاء على قيد الحياة ، حاول المزارعون بناء قنوات مؤقتة، لكن هذه القنوات لا تمكث كثيرا، حيث تجرفها الموجات المتواصلة من الفيضانات.
من خلال البرنامج المشترك الصمود الريفي 3 ، الممول من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، والذي يتم تيسيره من خلال برنامج المساعدة الغذائية مقابل الأصول التابع لبرنامج الأغذية العالمي، اضافة إلى الشريك المنفذ للمشروع “مؤسسة بناء"، بدأ العمل في مشروع شامل لتجديد قناة الري في القرية. تم تحديد ثلاثة كيلومترات من القناة لإعادة تأهيلها، بهدف ضمان الازدهار الزراعي للقرية، حيث يوفر برنامج المساعدة الغذائية مقابل الأصول النقد للمشاركين مقابل عملهم في مشاريع من هذا النوع و الذي صممت من اجل تحسين البنية التحتية المجتمعية ودعم الأمن الغذائي على المدى الطويل.
"لقد خصصنا 60 يوما من العمل المتواصل لإعادة بناء القناة، وعملنا جنبا إلى جنب مع أفراد المجتمع" ، يشارك علي بن علي ، أحد المشاركين في المساعدة الغذائية مقابل الأصول (FFA). "لم يكن العمل الذي قمنا به معا يتعلق فقط بترميم القناة ولكنه إعادة بناء للروح المشتركة وتقديم الدعم المالي الفوري وتأمين الاستقرار الزراعي على المدى الطويل."
لقد فاق نجاح المشروع التوقعات، حيث تقف بوابة المياه الجديدة الآن شامخة تنظم تدفق المياه إلى القناة التي تم توسيعها وتعميقها و إعادة تأهيل الجدران الواقية و كذلك رص بعض الأجزاء من القناة لضمان مرونة وصول المياه الى جميع الأراضي الزراعية الواقعة في قرية المزارقة والقرى المجاورة.
"لقد مثّل هذا الترميم شريان للحياة"، يقول أحمد سالم، وهو مزارع محلي. " جلبت الفيضانات الخراب خلال السنوات الماضية، ولكن نرى الآن المحاصيل في تحسن واضح". يقول إبراهيم عمر احد المزارعين في القرية
"لقد عانينا كثيرا"، يقول إبراهيم.
مع ترميم القناة، بدأ فصل جديد من النمو والمرونة لجميع الأراضي الزراعية في القرية.
"الآن، تزدهر المحاصيل، وينمو معها الأمل لنا ولأطفالنا "، يشير إبراهيم، مسلطا الضوء على زيادة كبيرة في إنتاج المحاصيل. أعلى النموذج
بينما ينظر إلى حقوله، لا تقتصر رؤية إبراهيم على تحسن محصوله الزراعي، بل أيضا الى مستقبل قادم لم تعد فيه المياه مصدرا للخوف بل أساسا للنمو.
إن الترميم الناجح لنظام الري في قرية المزارقة لا يؤكد فقط على الفوائد الملموسة للتعاون المجتمعي المشترك ولكنه يسلط الضوء أيضا على صمود المجتمع، ويقدم مثالا حيويا على قوة الجهود المشتركة في إعادة بناء وإثراء المجتمعات خلال الأوقات الصعبة.
يبين برنامج الصمود الريفي 3، من خلال الجهود المشتركة التي يبذلها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية و بدعم من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، تأثير العمل الجماعي في تحسين سبل العيش و الأمن الغذائي وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود في اليمن.