المنظمة الدولية للهجرة - اليمن: أبطال اليمن المجهولون: الفرق الطبية المتنقلة تُنقذ الأرواح في ظل الصراع
مأرب، اليمن
يُشرق وجه عدنان بمجرد أن يرى الحافلة الطبية تتوقف بالقرب من مخيم المهاجرين.
كان يعاني من الحُمى منذُ أسابيع ويحتاج بشدة إلى بعض الراحة. ويأمل أن يجد اليوم الإجابة التي كان يبحث عنها.
لعدة مرات في الأسبوع، ومن ثلاث إلى ست ساعات في كل مرة، يتواجد متخصصون في الرعاية الصحية يعملون مع المنظمة الدولية للهجرة بالقرب من المخيم الذي يسكن فيه عدنان في مأرب. وهُنا، يستطيع كل من النازحين والمهاجرين مثل عدنان الحصول على المساعدات الطبية الحيوية.
"من المحزن أن نرى هذا العدد الكبير من الأشخاص، الذين يعانون بالفعل بسبب البعد عن ديارهم، يواجهون أيضاً مشاكل صحية خطيرة"، يوضح الطبيب عبد الرحمن القيطوي، الذي يعمل مع الفريق الطبي المتنقل التابع للمنظمة الدولية للهجرة في مأرب. ويضيف: "نحن نقدم الرعاية الطبية للمهاجرين الذين يعانون من أمراض وإصابات مختلفة، ولكننا في كثير من الأحيان نرى المهاجرين يطلبون المساعدة لعلاج جروح خطيرة ناجمة عن الطعنات أو حتى عن طلقات نارية."
عندما أصيب عدنان فجأة بضيق شديد في التنفس، تشاور في البداية مع بعض أصدقائه، الذين اقترحوا عليه شراء الدواء من صيدلية، لكن ذلك لم يخفف من أعراضه. وعندما وصل الفريق الطبي المتنقل الطبية المتنقلة، قرر الذهاب والتحقق مما أصابه، وأحضر معه بعض المال تحسباً.
"فاجأوني عندما قدموا لي كل الرعاية الطبية اللازمة، بما في ذلك الأدوية، وطرحوا علي أسئلة حول صحتي، بل وأحالونا إلى المستشفيات لتلقي المزيد من العلاج - مجانًا!" يتذكر عدنان ما حدث ذلك اليوم.
على الرُغم من الصراع المستمر، يواصل آلاف المهاجرين مثل عدنان المرور عبر اليمن كل عام على أمل الوصول إلى دول الخليج لكسب العيش وإعالة أنفسهم وأسرهم. بعد وقت قصير من وصوله إلى مأرب، قدمه أحد معارفه إلى مجموعة من المهاجرين الذين يعملون في حقل زراعة البطاطس، حيث يعمل عدنان هناك منذ ذلك الحين.
يوضح عدنان قائلاً: "من بين جميع الوظائف التي عملت بها، كان العمل في المزارع هو الأكثر تحدياً". "إنه عمل يتطلب الكثير من المهارة والقدرة على التحمل، أكثر مما قد تعتقد. نحن نعمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة".
في مأرب، يقيم المهاجرون بشكل أساسي في أماكن استقرار خاصة بهم، بينما يعيش آخرون في مآوي صغيرة داخل المزارع التي توظفهم خلال موسم الحصاد. ويعيشون في ظروف مزرية، وغالباً ما يواجهون تحديات في الحصول على المياه النظيفة وخدمات الرعاية الصحية. يوضح عدنان قائلاً: "نحن نستقر أينما وجدنا عملاً". "وإذا لم نجد عملاً، فإننا ننام أينما وجدنا بقعة مريحة على الأرض".
على الرغم من الظروف الصعبة، ما يزال مجتمع المهاجرين متماسكاً بشكل كبير. يقول عدنان: "نحن نُساعد وندعم بعضنا البعض". "إذا شعر أحدنا بالمرض أو التعب، فإننا نُكلّفه بمهام أخف في الحقول، حتى يتمكن من الحصول على أجره، وخاصة الأصغر سنا. إذا شعر أحدنا بالمرض الشديد، فإننا نجمع المال معاً ونأخذه إلى أقرب مستشفى."
وبفضل القدرة على الوصول إلى مواقع النزوح والمجتمعات الواقعة خارج مناطق تغطية المرافق الصحية، تمثل الفرق الطبية المتنقلة شريان حياة لأولئك الذين قد يفتقرون إلى الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الهامة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الفرق الطبية المتنقلة بزيارات منزلية للأفراد غير القادرين على الوصول إلى المراكز الصحية القريبة، مما يضمن وصول الرعاية الصحية حتى إلى أفراد المجتمع الأكثر ضعفاً.
تضم هذه الفرق الطبية أفراد متعددي التخصصات ضمن مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك الأطباء العموم، والمساعدين الطبيين، والممرضات، والقابلات، والصيادلة، وعلماء النفس، وتضمن حصول الأشخاص على الرعاية الطبية في الوقت المناسب، بما في ذلك الإحالات عند الضرورة.
شعر عدنان بالارتياح لتلقي الرعاية الطبية السريعة دون القلق بشأن التكاليف. وتشير جميع أعراضه إلى وجود عدوى فيروسية في جهازه التنفسي، مما أدى إلى مشاكل مثل تنميل الأطراف والحُمى. شعر عدنان بأنه محظوظ لأنه وجد المساعدة عندما كان في أمس الحاجة إليها.
تعد العلاجات الطبية التقليدية جزءاً من الجهود الشاملة التي تبذلها المنظمة الدولية للهجرة لتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية المُنقذة للحياة في حالات الطوارئ، بما في ذلك الأدوية والإمدادات الطبية، للأشخاص مثل عدنان وغيره من المهاجرين الضعفاء. وفي العام الماضي وحده، ساعدت هذه الفرق ما يقرب من 91,000 مهاجر ونازح في مختلف أنحاء البلاد وأكثر من 51,000 في مأرب فقط، وهو ما يُسلط الضوء على الدور الذي لا غنى عنه الذي تلعبه المنظمات مثل المنظمة الدولية للهجرة في سد فجوات الرعاية الصحية لصالح الأشخاص المتنقلين.
يتم تمويل الفرق الطبية المتنقلة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن من الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، ومكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وحكومة اليابان.
كتبت هذه القصة بواسطة هيثم عبد الباقي، مساعد الإعلام والاتصالات في المنظمة الدولية للهجرة - اليمن.