ملاحظات الأمين العام للأمم المتحدة حول ناقلة النفط ”صافر“
لقد بدأت الأمم المتحدة عملية لنزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم.
إذ تجري الآن جهود إنقاذ بحرية معقدة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن الذي مزقته الحرب لنقل مليون برميل نفط من الناقلة المتهالكة ”صافر“ إلى سفينة بديلة.
ونظرا لعدم وجود أية جهة أخرى لديها استعداد أو قدرة على أداء هذه المهمة، فقد سارعت الأمم المتحدة إلى تجسم مخاطر إجراء هذه العملية البالغة الدقة.
إنها مهمة تعاونية تمثل تتويجا لما يقرب من عامين من العمل السياسي التمهيدي وجهود جمع الأموال وتطوير المشروع.
إن نقل النفط من سفينة إلى أخرى الذي بدأ اليوم هو الخطوة الحاسمة التالية في تجنب كارثة بيئية وإنسانية على نطاق هائل.
وفي غياب التحرك:
كان من الممكن أن تنفجر السفينة أو تتفسخ، مما يؤدي إلى انسكاب ما يصل إلى أربعة أضعاف النفط الذي تسرب في كارثة إكسون فالديز.
وكانت ستُباد تجمعات صيد كاملة.
وكانت ستختفي مئات الآلاف من الوظائف على الفور.
وكانت ستتعرض مجتمعات بأكملها لسموم قاتلة.
وكانت موانئ رئيسية، منها الحديدة والصليف، ستُضطر إلى إغلاق أبوابها إلى أجل غير مسمى.
وكانت ستتوقف إمدادات الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة للملايين.
وكانت ستتعرض المياه والشعاب المرجانية والأحياء البحرية للتدمير الكامل..
وكان من الممكن أن يتعطل الشحن على طول الطريق المؤدي إلى قناة السويس لأسابيع.
وكان من الممكن لفاتورة التنظيف المحتملة وحدها أن تصل بسهولة إلى عشرات البلايين من الدولارات.
ولهذا السبب ما برحْنا ندق ناقوس الخطر ونعمل على حشد الدعم لتجنب هذا الكابوس.
وقد جندت الأمم المتحدة أفضل كوادر في هذا المجال: جندت فريقا من خبراء العالم الرواد في القانون البحري، والانسكابات النفطية، وعمليات الإنقاذ، ومن المهندسين البحريين، والمهندسين المعماريين البحريين، ووسطاء التأمين وشركات التأمين، والكيميائيين، والمساحين، وغيرهم.
وتطلبت هذه العملية عملا سياسيا حثيثا ودؤوبا في بلد دمرته ثماني سنوات من الحرب.
كما اعتمدت العملية على الدعم المالي السخي. وإني أشكر العديد من البلدان والجهات المانحة المؤسسية والخيرية وكذلك المواطنين العاديين على تعهدهم بتقديم الأموال لهذا الجزء الحاسم من العملية.
وقد تطلب الوصول إلى هذه اللحظة الهامة أيضا أن تعمل أجزاء كثيرة من الأمم المتحدة ككيان واحد.
وإذا كان نقل النفط من سفينة إلى أخرى إنجازا مهما، فإنه لا يعني أن الرحلة قد انتهت.
فالخطوة الحاسمة التالية هي وضع الترتيبات لتسليم عوامة متخصصة تُربط بها السفينة البديلة بأمان وإحكام.
وفي القريب العاجل، سنحتاج إلى حوالي 20 مليون دولار لإنهاء المشروع، وهو ما يشمل تنظيف الناقلة ”صافر“ وتخريدها وإزالة أي خطر بيئي متبقٍ يهدد البحر الأحمر.
إني أحث المانحين على المساهمة في هذا الوقت الحاسم.
والعملية الجارية الآن هي قصة تعاون وجهود وقائية ووساطة سياسية وعمل خلاق وإدارة بيئية - مما يدل مرة أخرى على الدور الذي لا غنى عنه الذي تقوم به الأمم المتحدة مع شركائنا.
إننا بحاجة إلى مواصلة العمل معا خلال هذه الفترة الحرجة القادمة لنزع فتيل ما يشكل قنبلة موقوتة متبقية وتجنب ما قد يكون، إلى حد بعيد، أسوأ تسرب نفطي في عصرنا.