مركز إعلام الأمم المتحدة بصنعاء: الفيديو المشترك للدول العربية الخاص بيوم البيئة العالمي 2023
تتسم المنطقة العربية بتضاريسها المتباينة، حيث الصحاري الشاسعة والواحات الخضراء الندية، وما يحيط بنا من بحارٍ ومحيطات، غير أن هناك شيئا واحدا يوحدنا جميعاً وهو حاجتنا لحماية بيئتنا. نواجه العديد من التحديات البيئية التي تعرض الملايين من الناس للخطر، خاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق النزاع والمناطق الملوثة. تشمل هذه التحديات ندرة المياه والصيد غير المشروع ومنظومات توليد الطاقة غير الملائمة، الأمر الذي يتطلب حلولاً فورية ومستدامة لضمان رفاهية الأجيال الحالية والمستقبلية. ففي حين لا نزال نشهد آثار تغير المناخ، صار جلياً أن المنطقة العربية ليست محصنة من تأثيراته. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً أنه في حال عدم حصول تغييرات كبيرة، يمكن أن نشهد ارتفاعاً في درجة الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن. علينا التحرك الآن للحد من ارتفاع درجة الحرارة كي لا تزيد عن 1.5 درجة مئوية وحماية مجتمعاتنا والأجيال القادمة. من الضروري دعم برنامج التسريع الذي اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة والعمل نحو حلول مستدامة للتحديات البيئية التي تواجهنا. علاوة على ذلك، تحقق وكالات الأمم المتحدة تقدماً ملموساً لإيجاد حلولاً مستدامة للقضايا البيئية في المنطقة العربية. ويمثل تنفيذ منظومات الطاقة الشمسية في المؤسسات العامة انجازاً هاماً، حيث يُبرز إمكانية تقليل اعتمادنا على مصادر الوقود التقليدية والحد من تلوث الهواء بشكل فعّال. من المهم تقديم دعمنا المتواصل لمثل هذه المبادرات وأن نعمل بجدية لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً وأكثر مراعاةً للبيئة للجميع. وعلى نفس القدر من الأهمية ينبغي التركيز على استخدام الأسمدة الطبيعية للحفاظ على التربة والثروة النباتية وإنشاء المساحات الخضراء. فالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة حالياً لمنع وقوع تسرب نفطي هائل قبالة شواطئ اليمن في ساحل البحر الأحمر يقابلها عمليات رئيسية لحماية الثروة الحيوانية في المنطقة. يمكن أن يتسبب التسرب النفطي بأضرار بيئية دائمة تترتب عليها عواقب اقتصادية كبيرة في المنطقة بأكملها. إذا حدثت كارثة من هذا القبيل فسيستغرق الأمر 25 عاماً لتعافي المخزون السمكي. وفي اليوم العالمي للبيئة 2023، من الأهمية بمكان أن ندرك مسؤوليتنا المشتركة في الحفاظ على البيئة. معاً، يمكننا أن نحقق أثراً إيجابيًا وضمان حماية كوكبنا للأجيال القادمة.