حماية الأطفال تعني حماية جيل المستقبل
بات آلاف اليمنيين غير قادرين على الوصول لمساعدة طبية على يد كوادر مؤهلة، وهذا سيؤدي حتماً إلى تدهور عام للوضع الصحي في البلد.
بكيل علي محمد العوا هو أب لخمسة أطفال نزح من حجة إلى مأرب في اليمن مخاطباً السكان: "أحث الآباء على تطعيم أطفالهم كونهم مسؤولون عن صحة أطفالهم".
برفقة العديد من الأسر النازحة الأخرى، يعيش بكيل وأطفاله اليوم في مخيم كلية المجتمع في منطقة الروضة بمأرب. فقد أجبر النزاع المسلح الذي طال أمده في اليمن آلاف الأشخاص على ترك منازلهم والانتقال إلى مخيمات النازحين والقرى النائية.
تواجه النازحين تحديات عديدة ومنها نقص الغذاء الصحي والمياه غير النظيفة وظروف المعيشة غير الصحية. فقد كان للحرب تداعيات قوية على نظام الرعاية الصحية في البلد، حيث بات آلاف اليمنيين غير قادرين على الوصول لمساعدة طبية على يد كوادر مؤهلة، وهذا سيؤدي حتماً إلى تدهور عام للوضع الصحي في البلد.
بدوره يقول الدكتور عبد الكريم الحجيلي - أحد مشرفي المناطق العشر التي شملتها حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تدعمها اليونيسف: "نظراً لاكتظاظ أماكن المأوى الغير الرسمية وتردي خدمات الصرف الصحي في المخيمات فقد أصبح الوضع الصحي فيها مأساوياً". ويضيف بالقول: " تستهدف الحملة تطعيم 4,500 شخص في المخيم غالبيتهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 15 عاماً".
لعل تعذر الوصول إلى المراكز الصحية ونقص الكوادر المؤهلة هي من بين جملة من الأسباب - لكنها ليست الوحيدة - التي تحول دون حصول آلاف الأطفال في اليمن على جرعات اللقاح ما يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بأمراض قاتله كشلل الأطفال مثلاً.
يوضح الحجيلي "الكثير من الأطفال لا يتم تطعيمهم لأن الأسر ليس لديها أي فكره عن اللقاح أو المرض".
لهذا السبب، فإن حملة التحصين التي تستهدف 149 مخيماً من مخيمات النازحين ملتزمة أيضاً بتثقيف الآباء حول مخاطر الأمراض مثل شلل الأطفال أو الحصبة والفوائد المتوخاة من اللقاحات.
في سياق متصل، تشرح سارة سعد صالح، وهي واحدة من 560 عاملة صحية يعملن في حملة التحصين ضد شلل الأطفال والحصبة التي تنفذ بدعم من اليونيسف، وتوضح للآباء بأن الوقاية خير من العلاج وأن اللقاحات تحول دون انتشار وتفشي الأمراض".
يستطرد الدكتور عبد الكريم الحجيلي قائلاً: "هناك أربع فرق متنقلة داخل هذا المخيم تنتقل من منزل إلى منزل تقوم بتلقيح ما يصل إلى 170 طفل كل يوم موضحاً بأن "الأطفال في تلك المخيمات معرضون لخطر الأمراض الوبائية بسبب الوضع الصحي المتدهور في المحافظة وغياب خدمات الاصحاح البيئي" وهذا يعزز من أهمية مهمة الفرق المتنقلة.
كما تشارك عاملة صحية متطوعة آخرى بالقول: "لا أحد يريد أن يرى طفله مريضاً"، لذا "عندما يرى الآباء أن اللقاحات مفيده، فإنهم يتقبلون مساعدتنا بكل سرور بل ويشجعون الجيران على تطعيم أطفالهم".
تم نشر280 فرقة متنقلة خلال حملة التطعيم تلك قامت باستهداف أكثر من 100,000 طفل.
إلى ذلك، يقول بكيل علي محمد وهو ينظر إلى ابنته سلمى والبسمة ترتسم على وجهه:
"أنا مسرور جداً لأن الفرقة المتنقلة للتحصين قد زارت مخيمنا، ما مكنني من تلقيح أطفالي".