تعمل المجتمعات معاً من أجل المصلحة العامة
المبادرة الرمضانية السنوية الثانية لنظافة مدينة الحديدة
مدينة الحديدة، الواقعة على الساحل الغربي لليمن، هي مجتمع ساحلي صامد. اليوم وبسبب الصراع الذي طال أمده، شحت فرص العمل المتاحة مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر، وتدهورت معايير النظافة والسلامة.
بدون التمويل الكافي لإدارة جمع النفايات وأنظمة الصرف الصحي ستتراكم النفايات الصلبة والسائلة في شوارع المدينة. كما سيضطر السكان للتعامل مع تلك المعضلات وتجنب خطر الإصابة بالأمراض والعدوى في رحلتهم اليومية إلى المدرسة، العمل أو السوق.
في 2019، تعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مؤسسة التنمية المستدامة وصندوق نظافة المديرية لمساعدة اليمنيين على استعادة النظافة في شوارع مدينة الحديدة وفي نفس الوقت توفير دخل حيوي، لفترة محدودة، يساعد السكان على تحمل تكاليف الحياة الأساسية.
تجسد حملة النظافة الرمضانية، في عامها الثاني، طبيعة العطاء التي تتميز بها المجتمعات اليمنية. يقول شوقي رزق البالغ من العمر 28 عامًا: "من واجبنا تجاه بلدنا أن نشارك في عملية النظافة هذه، خاصة خلال شهر رمضان المبارك. أشعر بالسعادة، لقد غيرت حياتي للأفضل".
يتابع شوقي: "أنا أعول أربعة أشخاص وأعمل كعامل نظافة. أكسب بعض المال أحيانا وأحياناً أخرى لا. أتمنى أن أجد عملًا مستمراً في النظافة وأرجو أن يتم تنظيف البلاد ككل، ".
تم إعادة توظيف حوالي 680 من موظفي صندوق النظافة، الذين فقدوا مصدر رزقهم بسبب الصراع، مؤقتًا لتنظيف شوارع الحديدة وتثقيف المجتمع حول التخلص الآمن من النفايات كوسيلة لمنع انتشار المرض. الآن سيتمتع أكثر من 175 ألف من السكان المحليين بشوارع أنظف وخبرة أفضل عن أهمية النظافة العامة في جميع أنحاء مناطق الحالي، الحوك والميناء.
بالنسبة للعديد من المشاركين في برنامج النقد مقابل العمل، فإن هذا الإحساس المتجدد بالمسؤولية هو تحفيز مستمر. تقول نجاة، 31 عاماً، وهي موظفة في برنامج النقد مقابل العمل تم اختيارها لدعم حملات التوعية المحلية: "لقد شاركت في حملة التنظيف السابقة، ولكوني مصدر توعية للآخرين، وألعب دوراً مهماً في المجتمع، فإن ذلك يعطيني شعورًا رائعًا. المال الذي أكسبه يساعدني ويساعد عائلتي في رمضان. آمل أن أستمر في المشاركة بمثل هذه الحملات في المستقبل،".
يحلم العديد من عمال النظافة المشاركين في حملة النظافة الرمضانية بإيجاد وظيفة مستدامة تمكنهم من العيش باستقرار أكبر. يستمرون كموظفين في صندوق النظافة، ولكن بسبب نقص الموارد المالية لا يمكن دائمًا دفع أجورهم.
يشير علي فتيني، ذو 38 عاماً ومسئول صندوق النظافة عن حملات النظافة، قائلاً: "ما دفعني للخروج إلى المجتمع هو توعية الناس بأهمية النظافة. أريد تغيير انطباعات الناس عن عمال النظافة والذين هم المسؤولين عن حماية المجتمع من الأوساخ والأمراض. يجب مساعدة عمال النظافة ودعمهم."
تركز حملة النظافة على التدخلات العملية، ولكن واسعة التأثير، حيث يمكن للمشاركين المساهمة في السلامة والنظافة المحلية. يساعد المشروع على تعزيز مسئولية المجتمع والافتخار به ويضع أساسًا لبناء السلام والمصالحة والتعافي في الحديدة المتضررة من النزاع.
أصبحت هذه الأنشطة ممكنة من خلال مبادرة النظافة الرمضانية الثانية التي تم دعمها بشكل مشترك من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن والشريك المحلي، مؤسسة التنمية المستدامة. يوفر المشروع فرص عمل مؤقتة حاسمة لموظفي صندوق نظافة المدينة، ويحسن المعرفة المحلية وأساليب الإدارة المسؤولة للنفايات، ويخلص شوارع الحديدة من تراكم النفايات الضارة.